الأصغر من الوزن الذرى وعلاقته بالفيروسات بالقرآن
تحدث علماء العصر الحاليين عن مستويات للأبعاد الكونية استكمالا للبعد الرابع لنسبية أينشتاين، وقد تفزلق جهابذة علماء الكفر أن الكون تم بناءه بالصدفة، وبوجود أبعاد كونية عددها ستة وعشرين بعد، يتبين منهم ستة عشرة بعد، وأمكن معرفة إحدى عشرة بعد، ومنها البعد الوترى الشبيه بأوتار العود فتتداخل به تلك الأبعاد الأربعة، وكلها هراء وفزلقة للأبعاد الكونية، فالبعد الوترى هو البعد الربانى ببعض مستويات البناء الكونى وكما بمقالى السابق مباشرة، حيث مستويات البناء الكونى بالقرآن للأبعاد الكونية جعله الله بقدر مقنن من الرحمن للبناء الكونى، ويقول تعالى بالآية 49من سورة القمر: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، لأتناول من المستوى الأول للبناء الكونى بكتاب القرآن لما يمثل أصغر ما بالمادة وهو الوزن الذرى أو مثقال ذرة، وعلاقة ذلك بعلوم الفيرس وبما بينه الله تعالى بكتاب القرآن.
فالمستوى الأول بالبناء الكونى هو المستوى الأصغر الغير منظور للعين،وأساسه الوزن الذرى لأصغر ما تمثله المادة، ومنه يتبين أحدى أساسيات الأبعاد الكونية بذلك الأساس الأصغر، وهو أن يكون أصغر وحدة فى بناءه هى مثقال ذرة، وبذلك المستوى تتغير الأبعاد الأربعة، ومنها البعد الرابع (الزمنى) الذى كاد أن يتلاشى بمعادلات بناء أصغر ما تمثله المادة، والذى حدده العالم المسلم أحمد زوويل بالفانتو ثانية، وأبعاد الطول والعرض والارتفاع، والتى حددها العلماء الفلكيين بالأعداد المركبة والجذر التربيع لسالب (1) للبناء الذرى، وتحديد أساس ذلك المستوى تبين بقول الله تعالى بعدد ست من محكمات آيات القرآن، وذلك بالآيتين 8،7 سورة الزلزلة: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ومن قول الله بالاية22سورة سبأ: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) ومن الآية40 سورة النساء: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) والآية 61سورة يونس: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) ومن قول الله بالآية3 سورة سبأ: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُب آيات عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
ويتضح بالآية الكريمة وما سبقها ويختص بموضوعى فقط أن الله يعلم ما هو اصغر من مثقال الذرة، وبأعجاز قرآنى جليل بقوله تعالى(وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ) لما هو أصغر من الوزن الذرى كإحدى مكونات الذرة، من إليكترون أو نيترون أو بروتون، كأشياء تمثل أقل من أصغر وحدة بناء، وهى الشحنة،أو أشعة أو تيار كهربى أو طاقة حرارية أو نووية أو أشعاعية أو أشياء معنوية، وكذلك يكون الفيروس كشيء يمثل أصباغ غير صبغة الله الحسنة بمخلوقاته، لما يمثل أصباغ مخالف دخيل على صبغة الله الحسنة السالمة المسلمة لذات جلاله، وكذلك الفراغ والخوف...الخ لأشياء تمثل معنى، ولأن مثقال الذرة يمثل اصغر ما بالمادة، فكل مكوناتها لا تمثل مادة، سواء شحنة كهربية سالبة أو موجبة أو متعادلة أو أصباغ أو معنى، وأمكن للكفرة استخدام تلك المنظومة المقننة من الرب العظيم، بمعادلاتها البنائية بتفجير الذرة وإنتاج إيران لطاقة نووية لأغراض السلم.
ولكى أوضح العلاقة بين ما هو أقل من وزن الذرة والفيروس أتناول من قول الله تعالى القادر العالم الخبير آيتان كريمتان من القرآن يبينا أن الفيروس ليس بمادة كما يعتقد الكفرة، وأنه أصباغ صنعه الإنسان ذو النفس الفاجرة بتدخله لصبغة الله الحسنة السالمة المسلمة لجلال الله، كما يتناول قول الله تعالى بلك الآيتان الكريمتان علوم مقننة عن أصغر ما يمثل مادة البناء الكونى، وعلوم الفيروس، وتلك الآيتان هما الآية73 من سورة الحج بقول الله تعالى :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)، والآية الأخرى هى الآية138من سورة البقرة: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ))
حيث يتجلى بالآيتان الأعجاز القرآني بأوجه متعددة تشمل كل الناس بكل زمان ومكان، فعن الآية 73من سورة الحج أنسخ من كتاب زاد المسير لشرح آيات القرآن الكريم الأتى: [(قوله سبحانه وتعالى{يا أيها الناس ضُرب مَثَل }قال الأخفش : إِن قيل:أين المَثَل؟ فالجواب:أنه ليس هاهنا مثَل، إِنما المعنى: يا أيها الناس ضُرب لي مَثَل، أي: شبّهت بي الأوثان{فاستمعوا}لهذا المثل وتأويل الآية: جعل المشركون الأصنام شركائي فعبدوها معي فاستمِعوا حالها؛ ثم بيَّن ذلك بقوله:{إِن الذين تدْعُون}أي: تعبدون{من دون الله}{لن يَخْلُقوا ذُباباً} والذباب واحد وجمع القليل: أذِبَّ، والكثير: الذّبّان، مثل: غُراب وأَغْرِبة وغِرْبان؛ وقيل: إِنما خص الذُّباب لمهانته واستقذاره وكثرته قال ابن عباس:كانوا يطلون أصنامهم بالزعفران فيجفّ فيأتي الذباب فيختلسه، وقال ابن جريج: كانوا إِذا طيَّبوا أصنامهم عجنوا طيبهم بشيء من الحلواء، كالعسل ونحوه، فيقع عليها الذباب فيسلبها إِياه، فلا تستطيع الآلهة ولا مَنْ عبَدها أن يمنعه ذلك. وقال السدي: كانوا يجعلون للآلهة طعاماً فيقع الذباب عليه فيأكل منه. قال ثعلب : وإِنما قال:{لا يستنقذوه منه}فجعل أفعال الآلهة كأفعال الآدميين، إِذ كانوا يعظِّمونها ويذبحون لها)]ويتبين بذلك الشرح حينما يسلب الذباب ما يختلسه لطعام على الآلهة التى يدعون بها من دون الله فهم يعبدونها، لا تستطيع تلك الآلهة العابدين لها خلق ذباب ولا استرداد ما تم سلبه من فتات طعام .
وتسقط الآلهة لكفار قريش، ويندحر جميع كفرة قريش بنصر الله والفتح الإسلامي، ويمضى من القرون الميلادية عشرون، ولا يبقى مما تضمنته تلك الآية الجليلة من مكان وزمان وكفرة قريش والذباب الذى تغذى على طعام الآلهة أى أثر، سوى قول الله الباقي حتى يوم الدين، ويخاطب به الله الناس بالعراق وأفغانستان من حكام وفرق مسلمة عديدة بكل بلاد المسلمين لما بينهما من خلافات بدينهم، ويكفرون بعضهم البعض، ومعهم جميعا جماهير الربيع العربى بثواره ومعارضيه وفلوله ومنقذيه!!!.يخاطبهم الله عز وجل بعلاه بقوله:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ) وبتلك البداية بالآية الكريمة أعجاز مثير، فأسلوب التخاطب يشمل وقتنا هذا وعصرنا هذا وساعتنا هذه.
فبتلك الساعات من زماننا يخاطبنا الرب القادر العليم بمثل ضربه بالزمن الماضي عن كفار قريش، وهو نفس المثل الذى يضربه لنا بوقتنا المعاصر، ويضربه الله للناس بكل زمان ومكان حتى يوم الدين، ليتجلى الأعجاز القرآني بأروع وأعظم صوره الأعجازية بتلك الآية الكريمة وبكل كلمة وحرف منها، حيث ذلك الإعجاز العلمى والعقلى يتعدى قدرات البشر،
ووجه لى كثير من الاستفسارات عن ذلك الأعجاز، وكيف يخاطب الله الناس بعصرنا هذا، وبساعتنا هذه ثم يكون الخطاب أيضا لكفار قريش بمضى أربعة عشر قرن زمنى، كما يكون فيما يقدم من زمن حتى يوم الدين؟ مع أن الله تعالى قد أنزل القرآن للسماء الدنيا بالقرن السابع الميلادى؟ فوجدت ما بتلك الآية الكريمة، وشرح علماء الإسلام لها يوضح جوانب من ذلك الأعجاز القرآنى، وتخلف كفرة قريش وجهلهم بعبادة أصنام فيما كانوا يطلونها بالعسل ليسلبه الذباب من آلهتهم تلك ولا يمكن لآلهتهم وبجمع كل المخلوقات من أسترداده، وبعصرنا هذا بصرح علمى شامخ عن الفيرس، فالقرآن هو تشريع الله بكل مكان وزمان، وما يضمه القرآن الكريم لقول الله تعالى يخاطب البشر بكل زمان ومكان، وقول الله ليس كمثله شيئ، وبتدبر وتغفه الآية الكريمة يتضح كل ذلك بالحسم اليقين من خلال أربعة أدلة أوضحها فيما يلى:
الدليل الأول : ببداية تلك الآية الكريمة يخاطب الله تعالى كل الناس شاملاٌ كل من المسلمين والكفرة والمشركين، وكلهم وقت ظهور الإسلام لم يدعـوا لما يتخذونه بما لله وحده عز وجل، ليشمل الخطاب بواقعنا حكام العراق المرتدين المتخذين من أمريكا حامى ووكيل وممول ومانح ووصى ومعين ووالى لهم من دون الله، ومن حكام سوريا وليبيا وأجهزة أمنهم وجيشهم المتخذين من مختلف دول كفرة اليهود النصارى والى لهم من دون الله، ومن القاسطون وخائنى الأمانة الربانية باليمن والبحرين والأردن، المتخذين بعلمانية وليبرالية بدلا من كتاب الله وسنة نبيه تشريع، ويخافوا على هيبة الدولة ولا يخافون على إسلامهم ومن ربهم، ومن جماهير عريضة ببلدان الربيع العربى المتخذين من الحرية والديمقراطية العامل عليها الكفرة من أمتى اليهود والنصارى، تشريع لأنظمتهم وقوانينهم وكل حياتهم من دون الله، يخاطبهم الله بلحظتنا الزمنية هذه، فكل آية تبدأ بقول الله (يَا أَيُّهَا) توجه لزمن معاصر به أحداث الآية التالية لقوله تعالى، سوى تلك الآية الجليلة، فبها أعجاز ربانى بشمول خطاب الله تعالى كل زمان ومكان، فكفرة عصر نزول القرآن، وهم كفرة قريش كان يعبدون الأصنام، آيلافا لما وجدوا عليه إباءهم، ولم يدعوهم الناس بصفة تخـص ذات الله سبحانه المنزه، فيخاطبهم جل شأنه أن من يولوهم أمورهم من دون الله لا يملكون لهم من شيء أقل من الذرة، ولن يخلقوا ذباب، وإن سلبهم الذباب شيء، لا يستنقذوه منه، فقد أضعفهم الله بالطالب والمطلوب، ثم بين الله تعالى أن هؤلاء من يدعون من دون الله والى ومعهم كل المخلوقات، أنهم لم يقدروا الله حق قدره بمثال يعصف بضلال وباطل علوم الفيروس ومصله عند كل مخلوقات القرن الواحد والعشرون والى ما شاء الله.
الدليل الثاني: إشارة الله تعالى لمستقبل بلفظ (وإن) الشرطية، فـما من شيء يمنع الذباب لتناول طعامه بعصر نزول القرآن، وتفسير علماء الإسلام يبين الإعجاز القرآنى بتناسبه لكل زمان ومكان بقولهم حينما أو فيقع.
الدليل الثالث: هو أن مقدرة الناس بجميع العصور البشرية لم تتعدى الصناعات اليدوية والثقيلة ولم يتمادى كفرتها بما يدعونه الاستنساخ فى البشر سوى بعصر العولمة، فضرب الله لهم ذلك المثل بأنهم لن يخلقوا أدنى روح لأدنى مخلوقاته، ولن يعيدوا روح بخلايا الحيوان الميتة، فذلك الاستنساخ بالنبات والحيوان ما هو إلا الفطرة المسلمة لله بكل خلية بها روح، وصبغة جعلها الله تعالى مسخرة بخدمة الإنسان وخيره وطوع أمره لها.
والدليل الرابع فبه مسك اليقين ويتجلى بالقدرة الإلهية العظيمة بقول الله تعالى (ضعف الطالب والمطلوب) فذلك القليل جداٌ من طعام يتناوله الذباب لا يكون قول الله عنه بذاته المنزه قد أضعفه كمطلوب سوى بتحول ذلك الشيء لصورة أضعف، ويضاف لذلك مما أراه من أعجاز بأن قول الله تعالى بالآية الكريمة من سورة المؤمنين (يسلبهم) ولمخلوق لا يعقل ومن أدنى مخلوقات الله، فلابد من وجود ما يشير به القادر العليم لما يستطيعه ذلك الذباب من أن يسلبه فعلاً وبالحسم اليقين المطلق، ثم قول الله تعالى ( لن يستنقذوه منه) فبه ذلك الحسم أيضاٌ لأن الشيء من أدنى قدر لطعام يتناوله الذباب مستحيل أن يكون به استنقاذ لأي طرف ضمتهم الآية الكريمة، سواء الطعام أو الذباب أو الناس أومن يدعونهم من دون الله، سوى بتحول ذلك الطعام بما يحتويه من شيء مجهول به استنقاذ لصورة أضعف، وهو ما أطلق عليه مصل الفيروس، كذلك فكلمة الفيروس لم يذكرها الله بكتابه، للغتها الغير عربية، وإنما أخفى الله تعالى أى معرفة عن من صنعوه بأيديهم من اليهود وعن جميع مخلوقاته، فبقوله تعالى(وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا) به علم الله تعالى عن ما سوف يسلبه الذباب، فهو سبحانه وتعالى العالم بكل شيء، وإخفاء ذاته سبحانه لما سوف يسلبه الذباب دلالة إعجازية بأن كل مخلوقاته لن تعرف عن ما سمى باللغة اللاتينية بمصل الفيروس سوى افتراضات نسبية.
ويتجلى إعجاز القرآن بالآية74سورة الحج (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، بنور آيات الله بالقرآن، والذى يخاطب به البشر بكل زمان ومكان بإعجاز باق حتى يوم الدين بإعجاز علمى وعقلى يتجدد حتى يوم الدين، فإذا تساءلت لوجدنا أن الكفرة المختالين بعلومهم الضالة لم يقدروا الله حق قدره، فكيف ذلك الذباب يتكاثر ببؤر نفايا الموتى من الحيوانات أو الطيور بسبب أمراض فيروسية قبل حرقهم، بالرغم أن مجرد الملامسة من إنسان أو حيوان تنقل له الفيروس، ليتضح الصرح التقنى الشامخ عن الفيروس، أما عن كيف زرعه اليهود بالكيان البشرى؟ فأنه أذا سألت ما الذى يمنع الذباب بتلك الآية الكريمة من تناول فتات طعام لكفرة قريش، نجد أنه لا يمنعه شيء بذلك الوقت والمكان، فيتناول الذباب الطعام الذى يطلون به الهتم الصنمية ولا تسترده أو تستنقذه تلك الأصنام من الذباب وكما شرح قدامى علمائنا، وإذا سألت كيف يكون القليل جدا لطعام شيء يخفى العالم القادر أى معلومات عنه سوى أن له إصباغ مركز غير مرئى حيث يؤدى لتدمير الخلايا الحية من نبات وحيوان وإنسان وهو إصباغ مصطنع به هلاك للإحياء حيث يتعارض مع صبغة الله الحسنة المسلمة لله، وأيضاً كيف ذلك القليل جداً من طعام يكون به استنقاذ؟ ولمن؟ وما معنى أن يكون هذا الشيء المستنقذ قد أضعفه الله داخل جسم الذبابة؟ فيعجز من تدعونهم من دون الله باستنقاذه، لتكون الإجابات كلها صرح علمى شامخ لعلم الفيروس.
فما يحدث بالعراق وأفغانستان ولبنان والسودان والصومال، وما يحدث بليبيا واليمن وسوريا، ومعظم البلدان الإسلامية، نتيجة لتغلغل قاسطون أبالسة الشياطين من بنى إسرائيل لكياناتهم بوجه أول، وذلك رجع لوجه ما عليه تلك الدول من معاملات وتصرفات بها خيانة للأمانة الربانية، وعدم التمسك بكتاب الله وسنة نبيه، خاصة عند مواجهة فعل الكفرة عامة، وفعل الكفرة المشركين من الخونة وحكام تلك الدول التى تغلغل بكياناتها قاسطا اليهود، وجرف معظم أفراد أمم الإسلام اليهود والنصارى لخرافات كفرهم، لأتناول الآية الثانية وهى أية علمية تختص بذلك عن صبغة الله والأصباغ اليهودى وهى الآية138سورة البقرة، فقول الله عز وجل بمحكمات آيات القرآن تشريع وعلم ونور للعالمين بكل زمان ومكان، لنجد التدخل اليهودي لتغير صبغة الله بالجسد الإنساني موجود بالقرآن فشرح الآلوسى بكتابه لشرح آيات القرآن للآية138سورة البقرة :(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)) ذكر:
[ صِبْغَةَ الله}الصبغة بالكسر فعلة من صبغ كالجلسة من جلس وهي الحالة التي يقع عليها الصبغ عبر بها عنة التطهير بالإيمان بما من جلس وهي الحالة التي يقع عليها الصبغ عبر بها بالتطهير بالإيمان بما ذكر على الوجه الذي فصل لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ وتداخل في قلوبهم تداخله فيه وصار حلية لهم فهناك استعارة تحقيقيه تصريحيه والقرينة الإضافة والجامع ما ذكر، وقيل : للمشاكلة التقديرية فإن النصارى كانوا يصبغون أولادهم بماء أصفر يسمونه المعمودية بزعم أنه الماء الذي ولد فيه عيسى عليه الصلاة والسلام، ويعتقدون أنه تطهير للمولود كالختان لغيرهم، وقيل:هو ماء يقدس بما يتلى من الإنجيل ثم تغسل به الحاملات، ويرد على هذا الوجه أن الكلام عام لليهود غير مختص بالنصارى)..... وبذلك الشرح تقنين إعجازي لقدرة الله وحسن تقديره لصبغة كل إنسان والمسجلة بكل خلية حية سالمة مسلمة بما قدره ذاته المنزه لها، والتى نطلق عليها بعصرنا الشفرة الوراثية، وكما بين وأوضح لنا العلماء المسلمين ذلك، فعن الإمام القرطبى لشرح تلك الآية الكريمة أن صبغة الله هى الفطرة التى فطر الناس عليها وهى الإسلام، و ذكر الآلوسى بكتابه أن الكلام عام لليهود غير مختص بالنصارى وجاء بتفسير الحافظ أبن كثير، و الدر المنثور عن أبن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن بنى إسرائيل قالوا ياموسى وهل يصبغ ربك؟ فقال اتقوا الله فناداه ربه ياموسى سألوك هل يصبغ ربك؟ فقل نعم أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها من صبغى، وأنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون) وجاء بتفسير الطبرى(قال جعفر يعنى تعالى ذكره بالصبغة صبغة الإسلام وذلك أن النصارى أذا أرادوا أن ينصر أطفالهم جعلتهم فى ماء لهم بزعم أن ذلك تقديس وأنه صبغة لهم فى النصرانية)، ليتدخل يهود عصرنا هذا لأصباغ صفات تحسن صبغة الله المسلمة لذاته بالجماد فينتجوا القنبلة الذرية ثم النبات فينتجوا بطاطس بلغ وزن واحدة منا 100كجم
وظننا أن ذلك يحسن من صبغة اللهٌ، ثم يحاولوا تحسين صبغة الله بالحيوان فينتجوا دواجن بلا ريش خلال التلاعب بصبغة الخلية المسلمة بجينات الشفرة الوراثية وذلك سواء للمادة أو النبات والحيوان وكما مبين بالصورة بالصفحة السابقة، والمتضح منها كيفية زرع هؤلاء الملاعين لفيروس أنفلونزا الطيور، خاصة بمولد ذلك المشروع الاقتصادي العملاق ثم موته والعالم بسباته العميق أمام فعل اليهود! فيجأروا ويتلاعبوا بجينات البشر بما أسموه الاستنساخ بالبشر، وقد أوضحت الآية الكريمة عجز الكفرة بخلق ذبابة، فكيف يستنسخ اليهود العقل والنفس وهم لا يعقلون ولا يعلمون لدرجة جهاهم التامن لحقيقتهم وتكون نتائج تجاربهم على البشر وبال لكافة البشرية، بدءٌ من علم الهندسة الوراثية ومروراٌ بعمليات زرع قلوب البشر، دون استعانة بعلم الله تعالى ووصولاً لما أسموه الاستنساخ، فقد حدث بعد تلك التجارب مسخ للقلب الأنسانى لا يرقى بعدها لقلب حيوان، كما تحول الطب لجزارة وتجارة، وأنتشر زرعهم للفيرس ومافيا تجارة أعضاء البشر فبالنسبة لانتشار صناعة اليهود للفيروسات، كان لنشر دعارة ما بكتاب التلمود أكبر مسببات لتفريط كثير من نساء البشر بأمانة فروجهن وسفحها بوحل الزنا واللواط، وكذلك كان لوجه التحرر والرقى بممارسة ما يدعونه الكفرة بالحب والرقى والتحرر ببهيمية الشهوات وفكر الشياطين بالليبرالية وعلمانية، وما أتبع ذلك من حر ممارسة الحب أو الجنس بين الأفراد والحيوانات والمحارم والأطفال، ونشر ملايين موقع النت للإباحية والدعارة بكل العالم، كان العامل الأساسى لنشر تلك الصناعة الراجعة لدولة الباطل إسرائيل.
أما بالنسبة لتجارة الأعضاء البشرية فصار ادني قيمة لما يمثله جسد الأنسان، والذى خلقه الله من الطين بعناصر لا يبلغ ثمنها نيف من الجنيهات، أعلى قيمة ببشر عصر العولمة، وذلك بالنسبة لباقى مكونات الإنسان من النفس وسموها بعقل البشر والروح وسرها بأمر ذات جلال الله العظيم، لتخرج زمام كل الأمور خارج السيطرة ويستطـيع الفيروس أضفاء صبغته بإضرار سرطاني، ويجعل من بصمته أساس مصطنع لصبغة دخيلة تسرى بالدم الآدمى، ولأنه بحجم متناهي بالصغر بما لا يمكن أن يُرى، فله سرعة نشر أصباغه داخل الخلية وخارجها بما يتعدى سرعة الضوء، فيبدو وكأنه بلا كتلة مادية، رغم أنه يمثل شيئ واعتقده الكثيرين من العلماء بأنه يمثل مادة حية متناهية بالصغر، وذلك باطل ولا يتلاءم ويتفق مع عبقرية أينشتاين بما تبين بالمسألة السابقة، ففقد الذرة لأحدى مكوناتها المائية بما يدعونه أكسجين وأيدروجين يجعلها موجود غير مادى كالجان ليس به حياة، وكالحجارة من سجيل، وكذلك تكون أكاسيد المعادن المختلفة، والتى تمثل وجه موت أيضاً بسموم تراكمية لكل المخلوقات بما بها أرقاها من نبات وحيوان وإنسان، ورغم أن جميعها أقرب تمثيل للموت عن الحياة، إلا أنها جميعا تعرف الله وتسبحه بما لا يفقهه أنس ولا جان، وهكذا الفيروس يمثل موت كجزء ميت صنعه اليهود من مادةRNA الذى يرتبط بأصباغ مصطنع لصبغة الله الحسنة من مادة أسماها العلماء بDNA وهى اشفرة الوراثية المسامة السالمة لله تعالى بكل خليسة كائن حى، ما لم تتمكن الأجسام المضادة المفروزة من حصاره وقهره، فيصبح إصباغه للأجسام المضادة من أنزيمات التنشيط للعضو المصاب غير مرئى ويكون تأثيره كمرور شحنة كهربية متلائم مع قدر الأصباغ وما دمره من صبغة الله الحسنة، والتى يحملها الدم كمظهر صورى عند نقلها لخلايا بها صفات وراثية متأصلة، أو أجساد بها مسارات النور مكتنزة بصفات القلب العقلانية النورانية لكامل الجسد، فتدمر كل أثر لأصباغ غير صبغة الله سبحانه وتعالى.
فنور صفات القلب العقلانية لها فعل شافى كبير بكل الإصابات الفيروسية، حيث للطاقة الحرارية، رغم التأثير الضار للحرارة، دور كبير بعلاج كثير من الأمراض المستعصية، فما الحال بالطاقات النورانية ذات البرودة والسلام، لكل الأمراض والتى هى دواء أساسي وهام لكل مرض فيروسي، والحمد الله العظيم الذى حصن أعضائي ضد كثير فيروسات هاجمتها، كالكبد والكلى منذ ما زاد عن أربعة عشر عام، فالأسف الشديد أنه لم تجرى دراسات عن ذلك، للجهل المعرفي بالبشر للعقل الإنسانى وصفاته النورانية، وكذلك طرق تخزينها وتأثيراتها المختلفة على الجسد الإنسانى، ورغم الفعل اليهودي وتجاربهم الباطلة للتعديل الوراثي للفيروس.
فلا اليهود وشياطين الإنس والجن يستطيعوا أن يخلقوا ذباباٌ أو يستنقذوا منه مصل يزيل ما أصبغوه لمادةDNA الوراثية على صبغة الله المسلمة الحسنة بما صنعوه بأيديهم، ولما أسموه بالفيروس بتجارب الهندسة الوراثية والاستنساخ، ولدرجة فشلهم باستخلاص مصل من ذبابة البحر الأبيض للقضاء على أمراض الآكاروس النباتية، ورغم أن كلاهما بلا دم، فنتيجة تطرف اليهود أدركوا ما بالذباب رغم دنو رتبته من بين كل المخلوقات لإمكانيات علمية بتجاربهم، ليبين الله إقساطهم وافترائهم وغفلتهم بالآية التالية وهى الآية74 سورة الحج بقول الله (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) صدق الله العظيم، لأضم فقرة من مقال نشره الصحفى المستقل جيم ستون، لدكتورة بعلم الفيروسات وهى د/ سارة ستون، وبه ما يثبت بالدليل القاطع صناعته بيد يهودية من فيروز أنفلونزا الطيور، بعد زوبعة أنفلونزا الخنازير وادعاء اليهود باستنقاذ لقاح له كمصل وتكون حقيقته نشر الموت:
UNFORTUNATELY THE LATTER WAS TRUE, AND NOW WE HAVE AN ENTIRELY NEW BUG ON OUR HANDS. IT HAS NEVER BEEN SEEN BEFORE, AND VIROLOGISTS HAVE BEEN QUOTED SAYING, "WHERE THE HELL IT GOT ALL THESE GENES FROM WE DON'T KNOW." EXTENSIVE ANALYSIS OF THE VIRUS HAS REVEALED GENES FROM THE ORIGINAL 1918 FLU, THE AVIAN FLU, AND TWO NEW H3N2 VIRUSES FROM EURASIA. ALL EVIDENCE POINTS TO THE FACT THAT THE SWINE FLU IS INDEED A GENETICALLY ENGINEERED VIRUS.
والترجمة العربية لتلك الفقرة تعنى: ( ومما يؤسف له أن ذلك الأخير صحيحا، ليصبح لدينا بأيدينا. خلل جديد كبير وليس له مثيل من قبل بالفيروسات، وقد نقلت قولها "أنه من الجحيم حصولي على جميع هذه الجينات من حيث أننا لا نعرف." وكشف التحليل الدقيق للفيروس جينات من الأنفلونزا في عام 1918، وأنفلونزا الطيور، واثنين من الفيروسات H3N2 جديدة من أوراسيا. وتشير كل الدلائل إلى أن أنفلونزا الخنازير هو بالفعل فيروس معدل وراثيا.) أنتهى، ومن المعروف أن دولة الباطل مع اليابان ينتجوا80 بالمائة من المواد الخام الداخلة بالصناعات البيولوجية لأدوية العالم كله، ومعها ذلك الوجه القاتل للحياة البشرية..
الجمعة، 7 فبراير 2014
السبت، 18 فبراير 2012
ظلموا الحب الحقيقى وقالوا............
بالحقيقة أن الإنسان قد أكرمه الله تعالى وفضله عن جميع المخلوقات بالعقل، وقد جعل الله تعالى نعمة العقل تسمو عن كل النعم.
وبالشطر الأول لتلك الحقيقة، وهى أن الإنسان قد أكرمه الله تعالى وفضله عن جميع المخلوقات بالعقل، فيستوعبها كل بشرى، أما الشطر الثانى من الحقيقة، فلا يدركها أو يفهمها ويستوعبها إلا كل من أطلع على صرح تراث العلوم الإسلامية عن ذلك، فسمو الإنسان العقلى بلغ درجات علا أشرآبت أليها أعناق الملائكة، وذلك بما بحرية النفس الإنسانية فيما يميز لها عقلها والمرتبط بالنفس الإنسانية دون عن جميع مكونات الإنسان، وكذلك بعلم كل نفس لكل الأسماء.
ولكن ما علاقة العقل والسمو الإنسانى بدرجة آشرآبت أليها أعناق ملاكة الرحمن، وأن يذكر ذلك بمقدمة عن من ظلموا الحب الحقيقى وقالوا...؟ وماذا عن تراث العلوم الإسلامية عن سمو الإنسان بحرية نفسه فيما يميزه عقله، وكذلك علمه لكل الإسماء؟.
وللإجابة على تساؤلاتى، لابد أن نلفت وجوهنا لشطر حقيقة اليقين المطلق، بقول الخالق العظيم بذكره الحكيم، وشرح علماء الإسلام للإعجاز القرانى بجميع محكمات ايات القرآن الكريم بصرح من بعض تراث تلك العلوم الإسلامية عن تلك التساؤلات والتى تغاضى عنها كل علماء حاضرنا قاطبة.
يقول الله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
وبالآية الكريمة إكتشاف علمى لتعقل قلب الإنسان يسبق عصرنا بأربعتاشر قرن زمنى، وكما بين لنا العلماء المسلمين
فبكتاب الشنقيطى لشرح آيات القرأن ذكر: [والآية تدل على أن محل العقل: في القلب ومحل السمع في الأذن، فما يزعم الفلاسفة من أن محل العقل الدماغ باطل، وكذلك قول من زعم أن العقل لا مركز له أصلاً في الإنسان، لأنه زماني فقط لا مكاني فهو بغاية السقوط والبطلان.
ومن كتاب زاد المسير ذكرالأتى: وأما قوله:{التي في الصدور} فهو توكيد، لأن القلب لا يكون إِلا في الصدر.
وقال القرطبي بكتابه لشرح آيات الله: (أضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محله الأذن).
أما الثعالبي فقال بكتابه:هذه الآية تقتضى أن العقل في القلب وذلك هو الحق ولا ينكر أن للدماغ اتصال بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ) انتهى.
ومن ذلك يتبين أن تعقل القلب الإنساني حقيقة مطلقة، فذلك قول الله وبما بين لنا أئمة علماء شرح آيات الله، مثل الحافظ أبن كثير وأبن عباس وأبن عاشور وحومد رضوان الله عليهم جميعاٌ، فقد ذكر الأمام الحافظ أبن كثير بالجزء الثاني بشرحه للأيه 78 من سـورة النحل بقول الله تعالى:ـ (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاٌ وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكـم تشكرون) حيث كتب (ثم ذكر تعالى منته على عباده فى أخراجه إياهم من بطون أمهاتهم ولا يعلمون شيئاٌ ثم بعد هـذا يرزقهم السمع الذى يدركون به الأصوات والأبصار التى يرون بها المرئيات والأفئدة وهى العقول التى مركزها القلب على الصحيح) .
وجاء بتفسير أبن عباس (الأفئدة) يعنى القلوب تعقلون بها الخير.
وجاء بتفسير أبن عاشور (الأفئدة) جمع الفؤاد وأصله القلب ويطلق كثيراٌ على العقل وهو المراد هنا.
وفى تفسير حومد الأفئدة (العقول) التى يتدبرون بها الأمور.
ومن ذلك الصرح العلمى يتبين لنا أن التعقل يكون بالقلب الإنسانى، وأن الآفئدة هى القلوب التى تعقل الخير كما تبين بشرح أبن عباس رضى الله عنهما !!!!! آى القلوب الإنسانية.
ومن هنا فالآفئدة تقتصر وجودها على البشر فقط ، ولا أفئدة بالجان والحيوان والنبات والجمادات بصورها المختلفة.
وحتى تكون الصورة كاملة بربط ذلك التراث العلمى بالحب وحقيقته، لابد من معرفة المسألتين التاليتين :
1- حقيقة العقل والحب بما أراه ولما يتفق بما أوضحه العلماء المسلمين من كتاب الله وسنة نبيه.
2- العقل والحب كما يراه الجان الكفرة كلهم، والكفرة من البشر.
لأنتقل لمن ظلموا الحب وقالوا ..بعد توضيح تلك المسألتين.
أولاً - حقيقة العقل والحب بما أراه لما أوضحه العلماء المسلمين من كتاب الله وسنة نبيه.
بكتاب الشنقيطى لشرح الآية46من سورة الحج:( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا...) الآية ذكر: [من زعم أن العقل لا مركز له أصلاً في الإنسان، لأنه زماني فقط لا مكاني فهو بغاية السقوط والبطلان].
ونتيقن من قول الشنقيطى أن العقل صفات زمانية ومكانية، تميز الزمان والمكان والغيبيات، ومن تلك الصفات الحب والعدل والحنان والمودة والتقوى والتسامح ...ألخ من صفات العقل الإنسانى التى مكانها القلب، وتلك الصفات تتميز بنورانيات تميز بين وجه كل حق ووجه باطله، وفوق وجه كل حق وجه الله الحق الواحد الأحد، ولذلك فتميز وجه الله هو الأساس الأول والأسمى للعقل، بل من لم يميز وجه الله تعالى لا يعقل، ويقول الله تعالى بالآية 171 من سورة البقرة : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) فالكفرة مثل الحمار الذى لا يسمع سوى دعاء ونداء من كلمات شى وحا وهس، فهم صم عن السمع المقترن بعقل قلب المسلم، والذى يميز حق كل كلمات الهدى والتقوى، ويميز كل حق عن باطله، أما سمع الحمار فهو دعاء ونداء، وكمثل سمع كل ما لم يقرن بعقل، كالطفل الرضيع والمجنون وألات التنصت وكل الحيوانات والطيور.
أما عن الحب فهو تاج الصفات العقلانية بالقلوب المسلمة، خاصة بحب الله ورسوله، ويكفى تلك المحبة شرف وإجلال وتبجيل إنها من الله واهب كل شيئ، وخالق كل مخلوق، وواجد كل موجود، بما ليس كمثله شيئ، فحينما يحب الإنسان، ذلك المخلوق الضعيف، الذى لا يملك شيئ من روحه وجسده ونفسه وكل حياته، فإن ما يمنحه المحب لمن يحبه، يكون بما لا يستطيع منحه كل من يحيط بذلك المحب من بشر، فما بالنا بحب من بيده كل الأمر وملكوت كل السماوات والأرض بما ليس كمثله شيئ، ويقول أبو القيم أبن الجوزية: [المحبة هى الحياة، من حرمها فهو من جملة الأموات، وهى النور الذى من فقده فهو فى بحار الظلمات، وهى الشفاء الذى من عدمه حلّت بقلبه جميع الأسقام وهى اللذة التى من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهى قوت القلوب وغذاء الأرواح وقوة العيون، وهى سمة المسافرين الى ربهم وعنوان طريقهم ودليلها] أنتهى وقال تعالى بحق المحبين{تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً} السجدة 16
ومن أجمل ما قيل في الحب ما رواه أبو بكر الكتانى عن الأمام الصوفى الأول الجنيـد وهو أبو القاسم الجُنيد بن محمد الخزاز البغدادى (جَرت مسألة فى المحبة بمكة أعزها الله تعالى أيام الموسم، فتكلم الشيوخ فيها، وكان الجُنيد أصغرهم سناً فقالوا: ماعندك يا عراقى؟ فأطرق برأسه ودمعت عيناه ثم قال: عبدٌ ذاهبٌ عن نفسه، متصل بذكر ربه، قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه ، فإن تكلم فبالله، وإن نطق فعن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكن فمع الله فهو بالله ولله ومع الله ... فبكى الشيوخ وقالوا : ما على هذا مزيد جزاك الله يا تاج العارفين) أنتهى ما نقلته من العالم الجليل تلميذ أبن تيمية شيخ الإسلام ومرجع السنية الأول، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا هي القلب) فالقلب الذى لايعقل يكون قاسى كالحجر واشد قسوة، وهوقلب فاسد ميت من جميع معانى الحياة الإنسانية، فالحب بشريعة الدين الحنيف يكون دعامة الحياة كلها، وقد أوجب الله عز وجل حب الله ورسوله كشرط للإيمان، ويقول الله عز وجل بالآية24من سورة التوبة (قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ويقول تعالى بالآية 13 سورة أل عمران: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
وقال الرسـول عليه الصلاة والسـلام بأحاديث صحيحة حسنة ما يلى:
1ـــ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين
2 ـــ ثلاث منكن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء أخيه لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلي الكفر كما يكره أن يقذف به فى النار
3 ـــ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه
4 ـ أذا أحب الرجل أخاه فليخبره انه يحبه.
5ـ سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل ألا ظله إمام عادل، وشاب نشأ فى عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق فى المساجد ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته أمرآه ذات حسن وجمال فقال انى أخـاف، الله ورجـل تصدق بـصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،ورجل ذكر الله خالياٌ ففاضت عيناه 6ـ والذى نفسى بيدى لا تدخلوا الجنة حتـى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.
7 ـ أذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناٌ فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول فى الأرض وقد كثرت الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ما لصفة الحب من تقدير وثواب من الله تعالى للمحبين لوجه الله.
ثانياً - أما عن العقل والحب كما يراهما الجان الكفرة كلهم، والكفرة من البشر.
فالعقل عند كل كفرة البشر قاطبة، له مفهوم جاهل غبى دامغا بواقعهم أنهم لا يعقلون ولا يعلمون، ويكفى كل قارئ أن يبحث عن معنى كلمة عقل باللغة الإنجليزية ليجد أن معناه باللغة العالمية الأولى هو كلمة (mind) وهى تعنى للأسماء: (ذاكرة، عقل، نية، رغبة، وجهة نظر، رأى، مزاج، طبع) بينما تعنى للأفعال بالجملة الفعلية (يذكر، يتذكر، ينصرف ألى، ينكب على، يطيع، يكره، يجد مانعاً، يلاحظ) لنلاحظ نحن تداخل جاهل ومشين بين مفهومهم للمخ والعقل، وبين الفكر والتعقل، وبين الغريزة والنور، وبين الصفة والاسم والفعل والمفعول به، وبين الحال والزمان والمكان، بل نجد تداخل باطل ومشين بين الحق والباطل، وبين النور الذى يضئ القلب، وبين الظلمات التى يران منها القلب .
أما عن الحب فيكفى أيضا أشارة واحدة بسؤال المسلم لأى كافر عن معنى ممارسة الحب وما هو الكيبويد.
أما عن العقل والحب بما عند الجان الكافر كله، فعالم الجان يخلو منهما، فقلوب الجان رغم أنها تتفقه ( أطمئنان القلب لما فهمه المخ) وتتدبر ( إستقرار الجوارح على أمر لا يعقبه ندم)إلا ان كل الجان خالى من العقل، ولذا لا يحب ولا يندم ولا يخاف من الله ولا يتقى الله ولا يحن أو يود.. الخ من خلو لصفات العقل، وتصرفات البشرى العاقلة تفحمه وتؤذيه، بينما يطربه حفلات الزار والجنس والكيف الجماعى، ومن أفكه نكت الجان رؤيتهم لبشرى يمتص السيجارة وكأنها بزازة بفم طفل، ولكنه يمتصها بإنسجام وإنشكاح مفتعل، وبحركات بها تكبر وغرور وفخامة وعظمة، وما من بشرى إلا ويعرف ما بطعم تلك السموم المهلكة ورائحتها الكريهة التى تغطى بنتانتها خرج فضلات الطعام بعد هضمها، إلا أنه يقبل عليها بشراهة وإلحاح يزيد عن رغبة الطفل لبزازته!!!!.
وبأذن الله سوف أشارك بموضوع عن عالم الجان وأسراره، وألفت قلمى وجهة الشطر الأخير من موضوعى، حيث تمت مشاركتى لموضوع لأخت عضوة بإحدى المنتديات ولم تجيبنى عن مشاركتى، لما قد كتبته عن الحب الحقيقى، والذى فوجئت أن كل ما به قد تناولته أختى المصونة من أفكار وخواطر للكفرة الذين لا يعلمون ولايعقلون، فكان موضوعى عن الحب الحقيقى هذا.
وكان من ضمن ما ذكرته الأخت المصونة عن حقيقة الحب هو المدون باللون الأسود ومشاركتى باللون الوردى كالأتى:
الحب الحقيقي :
1- هو أن تحب الشخص الوحيد القادر على أن يجعلك تعيسا
1- الحب الحقيقى: هو الحب لوجه الله الخالى من المنفعة والإستئشار والأنانية
2- الإهمال يقتل الحب ، والنسيان يدفنه
2- الإهمال تسويف لفعل حق، والتسيان حجته
3- الحب لا يقتل احد إنما يعلقه بين الحياة والموت
3- الحب لا يقتل أحد، ولكنه يسمو بمن يحب لدرجته من الكرامة والأفضلية
4- الحب سلطان ولذلك فهو فوق القانون
4- الحب أسمى من أن يرتبط بسلطة وقانون فالحب تاج سلطان العقل
5- الحب كالقمر له وجهان: الغيرة هي الوجه المظلم
5- الحب ليس له إلا وجه واحد وهو وجه الحق
6- الحب يقضي على الكثير من الآلام لأنه أعظمها
6- الحب يقضى على الكثير من الألام لأنه علاج نورانى، بمضغة تمد من كل صفات النور كافة الجسد الإنسانى وهى القلب
7- الأعمال أعلى صوتا من الكلام-إلا في الحب
7- الأعمال أعلى صوتا من الكلام .. إلا فى الحب فعمله بلا أى كلمة أو صوت إنما هى فيض نورانى ينتقل من المحبين لبعضهما، أو من الخالق بمحراب العبادة لعباده...فمعرفة الله وحبه هو الأساس الأول للتميز العقلى، والرب سبحانه وتعالى له الوجه الأول الحق للحب
8- الحب كالمعدة القوية يهضم أي طعام وأي كلام
8- الحب صفة نورانية عقلانية، لا تقارن بغريزة أونعمة، فلا بنعمة تربو عن نعمة العقل، والحب تاج صفاته
9- الحياة كالحب لا حكمة فيها
9- لا حياة لقلوب لا تحب، فالقلب القاسى هو قلب ميت، والقلب الحى هو القلب الذى يعقل
10- الحب ليس هلوسة ولكن فيه الكثير منها
10- الحب ليس هلوسة، ولكنه يميز حق كل مستحب عن الباطل والهلوسة
11- الحب أن تفنى في شيء والموت أن يفنى فيك شيء
11- الحب زوبان المحب بحق حبه لوجه الله، والموت أن نخمد ومضات نور الحب بقلوبنا
12- الحب الحقيقي هو الذي تحس به بعد فوات الأوان
12- الحب الحقيقى هو الحب لوجه الله بكل وقت وحين
13- الذين أحبوا بقوة ، لم يحبوا من أول نظرة
13- قوة الحب تكمن بما يكنزه القلب من نور الحب ويصل للعين وكافة الجوارح
14- الحب يجعل الإنسان العادي شاعرا ، والشاعر مجنونا ، والمجنون حيوانا ، والحيوان شاعرا
14- لا تعليق وده تهريج وليس عن حقيقة لتاج أسمى وأشرف وأكرم ما بكل الحياة
15- الإخلاص في الحب ليس إلا كسلا في النظر إلى إنسان آخر
15- الإخلاص في الحب ليس إلا حق الحب فيمن أحب
16- المحب لا يجوع . والجائع لا يحب
16- الشهوة وكل الدوافع الغريزية ليس لها بشبع، وكلما تذوقها أستعر جوعا للمزيد، وملئ المعدة بالطعام أو الجوع له تأثير سلبى على كل الصفات الغريزية خاصة التفكير، بينما الجوع وملئ المعدة بالطعام فلا تأثير لهما على العقل والحب، فالمحب لا يجوع ولا يعطش والجائع والعطشان يروى ويشبع بالحب حتى حين
17- الحب والحرب ندخلهما عندما نريد ، ولكن نهرب منهما عندما نستطيع
17- الحب والحرب ندخلهما عندما نريد، ولكن نهرب منهما عندما تقسو قلوبنا أو تجمد أو تموت
18- الحب بئر عميق اشرب منها فقط واحترس من أن تقع بها
18- الحب أقرب بئر ترتوى منه القلوب نور الحياة، والكل يتذوقه
19- الذي يحبك بقسوة إنما يكرهك برفق
19- لا قسوة بالحب، إنما الأفراط بالحب لغير الله ورسوله باطل ويجلب الكراهية
20- الحب يولد في العزلة والكراهية تولد بين الناس
20- الحب يولد مع كل مولود، فنجده غريزة أمومة بالحيوانات، وصفات عقل ببراءة المولود وتعلقه وحبه لأمه
21- الحب ليس أعمى ولكنه مصاب ببعد النظر فهو لا يدرك الأخطاء إلا عندما يبتعد
21- الحب ليس أعمى ، ولكن الذى يعمى هو القلب الحاوى لصفة الحب العقلانية النورانية
22- الندم لمن عرفوا الحب والأسف للذين لم يعرفوه
22- الندم لمن عرفوا الحب ولم يرتوا بحقه كنعمة، والأسف للذين لم يعرفوه بحق وجهه ومعناه
23- القبلة اتفاقية صامتة بعدها نلقي السلاح
23- القبلة رسول الحب بين الأزواج، وشهوانية بين الحيوانات، وتصرف باطل بين المعارف من الناس، وذبح الحب بإلقاء سلاحه من العفة والشرف والطهر، أى إخماد ومضات نور العقل
24- اللعبة الوحيدة التي يشترك فيها اثنان ويكسبان فيها اثنان أو يخسرا معا . .الحب
24- كل تجارة قابلة للمكسب والخسارة ، سوى تجارة الحب بوجه حقه، فهى مكسب ومفاز دوماً
25- الحب هو أجمل سوء تقدير بين اثنين
25- الحب هو أجمل حسن تقدير بين اثنين
26- بالحب لا نعقل وبالعقل لا نحب
26- بالحب يكون أقوى تعقل، ولا ترقى للمسلم لدرجة الآيمان إلا بالحب، وبدون العقل لا نحب، فالحب هو تاج صفات العقل بالقلب
27- بالقلب نحب . . وبالعقل نكره . . بالاثنين نصاب بالجنون
27- بالقلب نحب وبالعقل نحب لأن الإنسان يعقل بقلبه، وبالأثنين نعمة الكرامة والأفضلية الإنسانية من الخالق عز وجل.
28- بداية الحب نهاية العقل
28- بداية الحب ترقى بدرجات التعقل
29- بذور الحب تنمو على مهل ، أما الثمار فبسرعة
29- بذور الحب تنمو على مهل، ولكنها تستمر نمو بأستمرار الحياة، أما الثمار فتنمو بسرعة لتقطف ولا بذور حب بالنبات والحيوان والجان والجماد، حيث العقل يقتصر على الإنسان
30- روح المحب تعيش في جسم من يحب
30- روح المحب تتآلف مع روح المحبوب ، وكأنها تعيش في جسم من يحب
31- حبنا لشخص لجماله ليس حبا ، ولكن عندما نحبه رغم عيوبه . . فهذا هو الحب بكل تأكيد
31- حبنا لشخص لجماله ليس حبا ، ولكن عندما نحبه رغم عيوبه لوجه الله . . فهذا هو الحب بكل تأكيد
32- عندما نريد الحب لا يجيء ، عندما يجيء لا نريده
32- عندما نريد الحب لا يجيء، وإنما حينما نعيش الحب بوجه حقه، فيغنينا عن كل الدنيا وما فيها
33- عقوبة من يحب كثيرا . . أن يحب دائما
33- عقوبة من يحب كثيرا . . أنه لا يحب مطلقا، فالحب صفة عقلانية ليس لها بكم وكيف
34- في طريقنا على القلب يجب أن نمر بباب له شفتان
34- في طريقنا إلى القلب، نسلك كل طرق ودروب النور، ولا نسلك أبواب تؤدى لموت القلب
35- في الحب ننسى كرامتنا ، وفي الغيرة ننسى الحب
35- بالحب بوجه حقه نحافظ على كرامتنا، وبالغيرة نهدر كرامتنا
36- حبنا لشخص لجماله ليس حبا ، ولكن عندما نحبه رغم عيوبه . . فهذا هو الحب بكل تأكيد
36- حبنا لشخص لجماله ليس حبا ، ولكن عندما نحبه رغم عيوبه لوجه الله . . فهذا هو الحب بكل تأكيد
37- عندما نريد الحب لا يجيء ، عندما يجيء لا نريده
37- عندما نريد الحب لا يجيء، وإنما حينما نعيش الحب بوجه حقه، فيغنينا عن كل الدنيا وما فيها
38- قد يولد الحب بكلمة ولكنه لا يموت أبد بكلمة
38- لا يولد الحب الحق ولا يموت بحلو الكلمات ومرها
39- ليس الحب هو الذي يعذبنا ، ولكن من نحب
39- ليس الحب هو الذي يعذبنا ، وإنما ما يعذبنا حرماننا منه بإختيارنا
40- لا أحبك لأنك مصدر راحتي وإنما أحب راحتي لأنك مصدرها
40- لا أحبك لأنك مصدر راحتى، وإنما حبك به حق غايتى لحب من أحببنى بك
41- ندين للحب بحياتنا . . وبموتنا أيضا
41- ندين لمن أنعم للحب بقلوبنا من كرامة وفضل بالإسلام
من يحب . . يحب إلى الأبد
وأنا معك
الأحد، 6 مارس 2011
الدين الحق المنزل من الله الحق واحد
الإسلام هو دين الله الواحد لجميع الأنبياء والرسل والأمم، وتلك الحقيقة واضحة جلية بجميع أصول شريعة أمة السلم بدين الله الحق، وبرسالاته الحق بجميع الأمم قبل أمة الإسلام رغم تحريفها، وقد أجمع على تلك الحقيقة المطلقة جميع الأئمة والشيوخ والعلماء المسلمين، وأبين اليسير جداً مما أوضحته تلك الأصول المستمد منها الشريعة الإسلامية عن تلك الحقيقة المطلقة، فمن الأصل الأول لجميع شرائع الدين الحنيف وهو القرآن تبين الآيات الكريمة التالية ذلك:
1ـ(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَعَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)الآية13الشورى 2ـ (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ(83)قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(84)وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
الآيات المبينات(83ـ85) من سورة آل عمران
3ـ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72) الآيتين72،71 سورة يونس
4ـ (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )الآية19من سورة آل عمران
5ـ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134)وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) الآيات من سورة البقرة
6ـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون) الآية 52من سورة آل عمران
7ـ ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) الآية 111من سورةالمائدة
8ـ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)آية65سورةآل عمران (وجاء بكتاب السمرقندى لهذه الآية (قال الزجاج: هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة واسم الإسلام في كل كتاب) ( أنتهى) أما ما يدعو له الكفرة ومعهم المسلمون المعتقدين عن جهل بالديانة النصرانية والديانة اليهودية والديانة السيخية، ومئات بل ألوف لأديان باطلة، فتلك ليست بأديان سماوية أنما هى أمم مختلفة، منها أمم كافرة ملحدة ومشركة، ومنها كثير من أمم أسلمت لله تعالى بدعوة أنبيائهم للإسلام لله كأمتى اليهود والنصارى، ألى أن بعث الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل أمته تضم بوسطيتها كل الأمم كخير أمة جعلها الله للناس، حيث هى أمة تأخذ بأسباب الدين بقدر ما تأخذ بالمسببات الدنيوية، أمة تعتدل بتفكرها كما تعتدل بتعقلها، أمة تعمل للأخرى بقدر ما تعمل لدنياها، أمة تدعو للخير والمعروف، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى، أمة توحد الله الخالق الحق، وتسعى وتعمر بالأرض بأنبل وأشرف وأوحد معرفه بالخالق الواحد الحق، أمة عمادها الرحمة، وقوامها الاعتدال، ودينها الحق، وفرض الله تعالى على كل مسلم ومسلمة بأمة الإسلام بالدعوة أكثرمن عشرون مرة كل يوم بالسلام والرحمة لكل البشر من خلال ركن الصلاة، أما ما إتسمت به أمم اليهود بإسلامها لله تعالى، فهو التطرف العلمى المبالغ به لأقصى الدرجات، بينما كانت أمة النصارى ذات تطرف عقلى مبالغ به قبل مبعث الأمة الاسلامية مع تحريف بين لمفهوم العقل وصفاته فرغم أن رسالة الأنجيل الغير محرفة كانت تخاطب أذهان بنى أسرائيل، فالنصارى والحواريون وهم من أسلموا لله بدعوة رسوله عيسى أبن مريم عليه السلام، كان مسلكهم وتوجههم به إفراط عقلى وبه مغالاة، بمواجهة أمة اليهود ذات الإفراط العلمى المغالى به، ليظهر نتائج هامة على أمم البشر المسلمة لدين الله الواحد قبل ظهور أمة الاسلام، ومن أهمها كان سلوك الحواريون وأمة النصارى ذات توجه يستندعلى التسامح والتراحم والود والحنان والسلام والتوكل عن أى توجه علمى كانوا عليه قبل أسلامهم، ولدرجة ظهور مايسمى بالرهبنة، وهونزوح كامل عن متطلبات الدنيا، حتى الترقى لما أبتدعونه من رهبنة تشمل الاعتكاف الدائم ببيوت الرحمن، وخدمتها مع المعاونة التامة لكل وجميع من يصلوا أليهم من العجزى والمرضى والأيتام وذوالحاجة، والتسامح مع الأفراط فى الحقوق، لدرجة أنه أذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، فأمتى اليهود والنصارى كانتا مسلمتين لله، ودينهم الاسلام، حتى مبعث الأمة الإسلامية، فضمت بوسطيتها جمع الأمم المسلمة لما قبلها ولتجب كل ما قبلها من تلك الأمم، وتصبح رسالة الإسلام بالتوراة والأنجيل منسوخة كمنسوخ الآيات القرانية، أما ما عليه الكفرة من شرك وإعتقاد بأن المسيح هو الله أو أبنه وثالث ثلوث، وتم صلبه من اليهود، فهو النتيجة الأخرى بحقبة ما قبل مبعث الأمة الاسلامية وهو تحريف فاضح، أمكن لمن هم بتوجه علمى مغالى الافراط به، من سحب من هم بتوجه عقلى مفرط ومغالى به لأذل وأنجس وأوحل درجات جهل وشرك ومذلة وإستعباد، وقد بين الله تعالى بالقرآن، أن اليهودية والنصرانية أمم، وإسلامها قد إتسم بتطرف علمى بأمم اليهود، وتطرف عقلى بأمة النصارى، وكانت كل أمم اليهود تطلب دلائل علمية من أنبيائهم ورسولهم، وما أصبح عليه البلدان المسلمة من طوائف متفرقة تكن البغضاء لبعضهم البعض، ما هوإلا نجاح يهودى بجرهم لتطرفهم وأبعادهم عن وسطية أمتهم الواحدة، فالصوفية والمعتزلة كمثال، قد مالوا أوأقصروا بوسطية الأمة نحو المغالاة العقلية بتوجههم، والشيعة قد مالوا أوقصروا بتلك الوسطية للأمة، بتوجه علمى مبالغ به، هذا وناهيك عن فرق قد وصل بهم أمورالتقصير والمغالاة لحد تطرف بأقصى وجهيه من تطرف عقلانى، مثل الدراويش وبعض من الطرق الصوفية، وتطرف علمى كجماعات التكفير والهجرة وغيرهم، وقد فتن اليهود بعض تلك الفرق ليكونوا منهم، من مشركين وكفرة، وينافسونهم بضلالهم، كالبهائية واليزيدية، وذلك ليس بسبيل الحصر أوالتحديد الدقيق، وأنما ما أردته بمقصدى، هو بيان أن التقصير والمغالاة، والميل والتطرف بوسطية أمة الإسلام الواحدة، يكون هو السبب الرئيسى لما آلت اليه أمة الإسلام من فرقة وخلافات، وخبو لسطوع نور أعظم حضارات تاريخ البشر، بينما التطرف العلمى بأمة اليهود فله شقين، الأول شق دينى لما كان عليه عباد الرحمن المسلمين بأمة اليهود من توجه علمى مفرط به قبل مبعث أمتى النصارى والإسلام، لدرجة وصول بعض عباد الله المسلمين بتلك الأمة لأعلى درجات علوم اليقين، وكما وصل صاحب سيدنا موسى عليه السلام لبعض من علم الغيب من لدن الله، وكان عبد مسلم صالح من أمة اليهود، وكان أحباراليهود يعلموا بمبعث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكانوا ينتظرونه لينصرونه على مجرميهم، فلقدراتهم الآيمانية، وتوجهم العلمي، مع عدم وجود فرق بين درجتى الإسلام والآيمان، بكل الأمم السابقة لأمة الإسلام، تيقن هؤلاء المؤمنين من أحباراليهود بفسوق وكفر، وإجرام أممهم، بعد إفراطهم بعلوم الدنيا، وذلتهم وخيانتهم، وتكبرهم، وفسادهم، وشحهم, وكذبهم, وخيانهم العهود وقتلهم الأنبياء, وإتباعهم للسحروما يمليه عليهم الشياطين, وتُحَرّيِفُهمَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِه, وكْتُبُوا ما أسموه بكتاب التلمودَ بِأَيْدِيهِم, وقسوة قلوبهم, وأَكَّلهم لِلسُّحْتِ وسَمَّاعُهم لِلْكَذِبِ, ومسَارِعُتهم فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ, وإيقادهم نار الحروب، واتَّخَذاهم من ُأَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُون اللّهِ، وَاتَّبَاعُهمْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ, وَحْرَصَهم عَلَى الحَيَاة الدنيا بملذاتها وتكنزيهم الذهبٍ, وكيدهم لجميع الأمم غيرهم, وغيره من فساد وفسوق وعربدة بالأرض، فقد أفرطوا بتطرفهم العلمى تطرف دنيوى بحت، وهو الشق الأخر من التطرف العلمى اليهودى، والذى قد أخذ أقصى حدوده من الضلال بعصرنا هذا، ولم يبقى على أستمرار وجودهم الضال، والموحل سوى نيف من سنين بعد العشر بإذن الله، وأكتب تلاوة بما تيسر من آيات الذكرالحكيم بما يبين كل ذلك فيما يلى: ـ
1ـ (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) الآية 110من سورة آل عمران وعند تناول علماء شرح آيات القرآن لتلك الاية الكريمة يتبين أن المتمسك بالمحرف والناسخ برسالتى التوراة والأنجيل كالمتمسك بالمنسوخ من آيات القرآن الكريم، فمن كتاب اللباب ذكر(قوله :{ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } فيه وجهان: أحدهما: لو آمن أهل
الكتاب بهذا الذي حصلت به صفة الخيريَّةِ لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم، لحصلت هذه الخيرية - أيضاً – لهم.
الثاني : إنما آثروا باطلهم ، حُبًّا للرياسة، واستتباع العوام ولو آمنوا لحصلت لهم الرياسة في الدنيا مع الثواب العظيم في الآخرة ، فكان ذلك خيراً مما قَنِعُوا به
وبكتاب البيضاوى ذكر({وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب}إيماناً كما ينبغي{لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} لكان الإِيمان خيراً لهم مما هم عليه {مّنْهُمُ المؤمنون}كعبد الله بن سلام وأصحابه{وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون}المتمردون في الكفر
وبكتاب أبن عاشورتراث شامخ لتحديد إسلام جميع الأمم التى أنزل الله عليها رسالات دينه الحق للسلم لذات وجه الله وبرسالات الإسلام لرسلهم، وبوجود كثيرمن المسلمين بتلك الأمم بعد أمة الإسلام، منهم من أعلن أسلامه ومنهم من أخفى إسلامه، ولكن كلاهما قد ترك ناسخ تلك الرسالات ليتبع ناسخ متمم رسالات دين الله الحق، وبما أوضحه شيخ الإسلام لتلك المسألة الجوهرية بوضوح نورانى يقطع أى شك بيقين أنه ليس كل من بأمة الإسلام يكونوا مسلمين، وليس كل من بأمم أهل الكتاب يكونوا كافرين، وأنه كما يكون العامل بمنسوخ آيات القرآن قد كفر، فقد كفر العامل بمنسوخ رسالات الإسلام السابقة للقرآن، وذلك بسياق تلك المسألة، حيث ذكر العالم الجليل أبن عاشور بكتابه لشرح آيات القرآن: (وأما قوله تعالى{من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}[آل عمران: 113، 114 الآية فتلك فئة قليلة من أهل الكتاب هم الذين دخلوا في الإسلام مثل عبد الله بن سلام ، وقد كانوا فئة قليلة بين قومهم فلم يكونوا جمهرة الأمّة .وقد شاع عند العلماء الاستدلال بهذه الآية لحجيّة الإجماع وعصمته من الخطأ، بناء على أن التعريف في المعروف والمنكر للاستغراق، فإذا أجمعت الأمَّة على حكم، لم يجز أن يكون ما أجمعوا عليه منكراً، وتعيّن أن يكون معروفاً ، لأنّ الطائفة المأمورة بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر في ضمنهم، ولا يجوز سكوتها منكر يقع، ولا عن معروف يترك، وهذا الاستدلال إن كان على حجية الإجماع بمعنى الشرع المتواتر المعلوم من الدين بالضرورة فهو استدلال صحيح لأن المعروف والمنكر في هذا النوع بديهي ضروري، وإن كان استدلالاً على حجية الإجماعات المنعقدة عن اجتهاد، وهو الذي يقصده المستدلون بالآية، فاستدلالهم بها عليه سفسطائي لأنّ المنكر لا يعتبر منكراً إلاّ بعد إثبات حكمه شرعاً، وطريق إثبات حكمه الإجماع، فلو أجمعوا على منكر عند الله خطأ منهم لما كان منكراً حتَّى ينهي عنه طائفة منهم لأنّ اجتهادهم هوغاية وسعهم.{وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ المؤمنون وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون} عطف على قوله { كنتم خير أمة أخرجت للناس } لأن ذلك التفضيل قد غمر أهل الكتاب من اليهود وغيرهم فنبّههم هذا العطف إلى إمكان تحصيلهم على هذا الفضل مع ما فيه من التعريض بهم بأنَّهم متردّدون في اتباع الإسلام، فقد كان مخيريق متردّداً زماناً ثمّ أسلم، وكذلك وفد نجران تردّدوا في أمر الإسلام، وأهل الكتاب يشمل اليهود والنصارى، لكن المقصود الأول هنا هم اليهود ، لأنَّهم كانوا مختلطين بالمسلمين في المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام، وقصد بيت مدراسهم، وٌّصهم قد أسلم منهم نفر قليل وقال النبي صلى الله عليه وسلم" لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود كلهم" ولم يذكر متعلق (آمن)هنا لأنّ المراد لو اتَّصفوا بالإيمان الذي هو لقب لدين الإسلام وهو الذي منه أطلقت صلة الذين آمنوا على المسلمين فصاركالعلم بالغلبة، وهذا كقولهم أسْلَم، وَصَبَأ، وأشْرَكَ، وألْحَد، دون ذكر متعلّقات لهاته الأفعال لأن المراد أنَّه اتَّصف بهذه الصّفات التي صارت أعلاماً على أديان معروفة ، فالفعل نُزّل منزلة اللازم، وأظهر منه: تَهَوّد، وتَنَصّر، وتَزَنْدق، وتَحَنَّف والقرينة على هذا المعنى ظاهرة وهي جعل إيمان أهل الكتاب في شرط الامتناع، مع أنّ إيمانهم بالله معروف لا ينكره أحد. ووقع في«الكشاف»أنّ المراد: لو آمنوا الإيمان الكامل، وهو تكلّف ظاهر، وليس المقام مقامه..وأجمل وجه كون الإيمان خيراً لهم لتذهب نفوسهم كلّ مذهب في الرجاء والإشفاق. ولمَّا أخبر عن أهْل الكتاب بامتناع الإيمان منهم بمقتضى جعل إيمانهم في حيز شرط ( لو ) الامتناعية ، تعيّن أن المراد من بقي بوصف أهل الكتاب ، وهو وصف لا يبقى وصفهم به بعد أن يتديّنوا بالإسلام، وكان قد يتوهّم أن وصف أهل الكتاب يشمل من كان قبل ذلك منهم ولو دخل في الإسلام، وجيء بالاحتراس بقوله:{منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} أي منهم من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فصدق عليه لقب المؤمن، مثل عبد الله بن سلام، وكان اسمه حُصيناً وهو من بني قينقاع، وأخيه، وعمته خالدة، وسعية أوسنعة بن غريض بن عاديا التيماوي، وهوابن أخي السموأل بن عاديا وثعلبة بن سعية، وأسد بن سعية القرظي، وأسد بن عبيد القرظي، ومخيريق مِن بني النضيرأو من بني قينقاع، ومثل أصْمحة النَّجاشي، فإنَّه آمن بقلبه وعوّض عن إظهاره إعمالَ الإسلام نصره للمسلمين وحمايته لهم ببلده، حتَّى ظهر دين الله، فقبل الله منه ذلك، ولذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه بأنَّه كان مؤمناً وصلّى عليه حين أوحي إليه بموته. ويحتمل أن يكون المعنى من أهل الكتاب فريق متقّ في دينه، فهو قريب من الإيمان بمحمَّد عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء مثل من بقي متردّداً في الإيمان من دون أن يتعرّض لأذى المسلمين، مثل نَّصارى نجران ونصارى الحبشة، ومثل مخيريق اليهودي قبل أن يسلم، على الخلاف في إسلامه، فإنَّه أوصى بماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمراد بإيمانهم صدق الإيمان بالله وبدينهم . وفريق منهم فاسق عن دينه، محرّف له، مناوٍ لأهل الخير، كما قال تعالى:{ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}مثل الذين سَمُّوا الشاة لرسول الله يوم خيْبر، والذين حاولوا أن يرموا عليه صخرة .ـ
2ـ (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا)الآية71 الأسراء.
3ـ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) الآية143من سورة البقرة.
4ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) الآية83من سورة النمل.
ونظراً لتعدد الآيات المباركة البينات لأختلاف الأمم وتوحد الدين، وكذلك فعل أمم اليهود المختلفة من الفساد، والفسق والعربدة، ومحاربة دين الإسلام، وبما ضم ما يقارب من ثلثى محتوى القرآن الكريم، فأذكر على سبيل المثال فقط وليس الحصر بعض من الآيات الدالة على أختلاف الأمم وتوحد الدين فقط فيما يلى :ـ
من سورة البقرة:(الآيات من 128ـ132،والآيات من135ـ137،والآيات من139ـ141،والآية143، والآية256)ومن سورة الآعراف: (الآية 34، والآيتين 158ـ159) ، ومن سورة النحل الآية84 ، والاية89، ومن سورة الحج الاية34 ومن سورة المؤمنون الآيتين43ـ44 ومن سورة هود الآية118ومن سورة الأنبياء الآية92 أما من الأصل الثانى لشرائع دين الله الحق الحنيف فأكتفى بحديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام وهو:عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلاً مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطِرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الإِسْلاَمِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَمَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لاَ تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.
ومن الأصل الثالث لشريعة الدين الحنيف وهو أجماع أئمة وعلماء دراسة علوم القرآن، أبين أجماعهم بما ليس به أدنى ريبة على توحد الدين الحق بقول الزجاج عن الآية الكريمة 65من سورة آل عمران: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)حيث قال الزجاج وبما بينه أجماع العلماء الأتى:(هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده، وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة، واسم الإسلام في كل كتاب)أنتهى ما بينه أجماع العلماء المسلمين عن الزجاج بأن أسم دين الإسلام بكل كتاب وأن اليهودية والنصارى أديان باطلة، وان التوراة والأنجيل رسالات لدين الله الحق الحنيف، أما عن الفروع والفتاوى والأحكام فانقل حرفياً وبأمانة من تراث العلوم الشامخة ما كتبه شيخ الإسلام أبن تيميه رحمة الله عليه عن كل ذلك بما يلى: (دين الأنبياء واحد وهو دين الإسلام لأن بعض الشرائع تتنوع فقد يشرع في وقت أمرا لحكمة ثم يشرع في وقت آخر أمرا آخر لحكمة كما شرع في أول الإسلام الصلاة إلى بيت المقدس ثم نسخ ذلك وأمر بالصلاة إلى الكعبة فتنوعت الشريعة والدين واحد، وكان استقبال الشام من ذلك الوقت من دين الإسلام وكذلك السبت لموسى من دين الإسلام، ثم لما صار دين الإسلام هو الناسخ وهو الصلاة إلى الكعبة، فمن تمسك بالمنسوخ فليس على دين الإسلام ولا هو من الأنبياء، ومن ترك شرع الأنبياء وابتدع شرعا، فشرعه باطل لا يجوز اتباعه، كما بقول الله تعالى بالآية 21من سورة الشورى:(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ولهذا كفرت اليهود والنصارى لأنهم تمسكوا بشرع منسوخ والله أوجب على جميع الخلق أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله ومحمد خاتم الرسل فعلى جميع الخلق اتباعه واتباع ما شرعه من الدين هو ما أتى به من الكتاب والسنة) أنتهى ما نقلـته حرفيا مما كتبه وبينه شيخ الإسلام، لأضيف لما بينه ذلك العالم الإسلامى الجليل بأن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى من شرع منسوخ إسلامهم، يمثل أخف فئات الضلال كفرأ، والمنسوخ من آيات القرآن هوما محاه الله تعالى حيث التمسك بالمنسوخ كفر، لنجد أن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى، فاق بضلاله البهائم والشياطين، لما به من أكاذيب وخرافات بتحريف كتب رسالات الإسلام من الأنجيل والتوراة، كما أن تلك الرسالات المحرفة بكتابى الأنجيل والتوراة لم ياتى بها لفظ ديانة مسيحية أو ديانة يهودية، وأنما بجميع رسالات دين الله الحق بينت أن دين الله هوالإسلام، أما عن لفظ المسيح فهو لقب لرسول الله عيسى أبن مريم، وذكر ذلك بالقرآن والأنجيل.
1ـ(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَعَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)الآية13الشورى 2ـ (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ(83)قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(84)وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
الآيات المبينات(83ـ85) من سورة آل عمران
3ـ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72) الآيتين72،71 سورة يونس
4ـ (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )الآية19من سورة آل عمران
5ـ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134)وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) الآيات من سورة البقرة
6ـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون) الآية 52من سورة آل عمران
7ـ ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) الآية 111من سورةالمائدة
8ـ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)آية65سورةآل عمران (وجاء بكتاب السمرقندى لهذه الآية (قال الزجاج: هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة واسم الإسلام في كل كتاب) ( أنتهى) أما ما يدعو له الكفرة ومعهم المسلمون المعتقدين عن جهل بالديانة النصرانية والديانة اليهودية والديانة السيخية، ومئات بل ألوف لأديان باطلة، فتلك ليست بأديان سماوية أنما هى أمم مختلفة، منها أمم كافرة ملحدة ومشركة، ومنها كثير من أمم أسلمت لله تعالى بدعوة أنبيائهم للإسلام لله كأمتى اليهود والنصارى، ألى أن بعث الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل أمته تضم بوسطيتها كل الأمم كخير أمة جعلها الله للناس، حيث هى أمة تأخذ بأسباب الدين بقدر ما تأخذ بالمسببات الدنيوية، أمة تعتدل بتفكرها كما تعتدل بتعقلها، أمة تعمل للأخرى بقدر ما تعمل لدنياها، أمة تدعو للخير والمعروف، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى، أمة توحد الله الخالق الحق، وتسعى وتعمر بالأرض بأنبل وأشرف وأوحد معرفه بالخالق الواحد الحق، أمة عمادها الرحمة، وقوامها الاعتدال، ودينها الحق، وفرض الله تعالى على كل مسلم ومسلمة بأمة الإسلام بالدعوة أكثرمن عشرون مرة كل يوم بالسلام والرحمة لكل البشر من خلال ركن الصلاة، أما ما إتسمت به أمم اليهود بإسلامها لله تعالى، فهو التطرف العلمى المبالغ به لأقصى الدرجات، بينما كانت أمة النصارى ذات تطرف عقلى مبالغ به قبل مبعث الأمة الاسلامية مع تحريف بين لمفهوم العقل وصفاته فرغم أن رسالة الأنجيل الغير محرفة كانت تخاطب أذهان بنى أسرائيل، فالنصارى والحواريون وهم من أسلموا لله بدعوة رسوله عيسى أبن مريم عليه السلام، كان مسلكهم وتوجههم به إفراط عقلى وبه مغالاة، بمواجهة أمة اليهود ذات الإفراط العلمى المغالى به، ليظهر نتائج هامة على أمم البشر المسلمة لدين الله الواحد قبل ظهور أمة الاسلام، ومن أهمها كان سلوك الحواريون وأمة النصارى ذات توجه يستندعلى التسامح والتراحم والود والحنان والسلام والتوكل عن أى توجه علمى كانوا عليه قبل أسلامهم، ولدرجة ظهور مايسمى بالرهبنة، وهونزوح كامل عن متطلبات الدنيا، حتى الترقى لما أبتدعونه من رهبنة تشمل الاعتكاف الدائم ببيوت الرحمن، وخدمتها مع المعاونة التامة لكل وجميع من يصلوا أليهم من العجزى والمرضى والأيتام وذوالحاجة، والتسامح مع الأفراط فى الحقوق، لدرجة أنه أذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، فأمتى اليهود والنصارى كانتا مسلمتين لله، ودينهم الاسلام، حتى مبعث الأمة الإسلامية، فضمت بوسطيتها جمع الأمم المسلمة لما قبلها ولتجب كل ما قبلها من تلك الأمم، وتصبح رسالة الإسلام بالتوراة والأنجيل منسوخة كمنسوخ الآيات القرانية، أما ما عليه الكفرة من شرك وإعتقاد بأن المسيح هو الله أو أبنه وثالث ثلوث، وتم صلبه من اليهود، فهو النتيجة الأخرى بحقبة ما قبل مبعث الأمة الاسلامية وهو تحريف فاضح، أمكن لمن هم بتوجه علمى مغالى الافراط به، من سحب من هم بتوجه عقلى مفرط ومغالى به لأذل وأنجس وأوحل درجات جهل وشرك ومذلة وإستعباد، وقد بين الله تعالى بالقرآن، أن اليهودية والنصرانية أمم، وإسلامها قد إتسم بتطرف علمى بأمم اليهود، وتطرف عقلى بأمة النصارى، وكانت كل أمم اليهود تطلب دلائل علمية من أنبيائهم ورسولهم، وما أصبح عليه البلدان المسلمة من طوائف متفرقة تكن البغضاء لبعضهم البعض، ما هوإلا نجاح يهودى بجرهم لتطرفهم وأبعادهم عن وسطية أمتهم الواحدة، فالصوفية والمعتزلة كمثال، قد مالوا أوأقصروا بوسطية الأمة نحو المغالاة العقلية بتوجههم، والشيعة قد مالوا أوقصروا بتلك الوسطية للأمة، بتوجه علمى مبالغ به، هذا وناهيك عن فرق قد وصل بهم أمورالتقصير والمغالاة لحد تطرف بأقصى وجهيه من تطرف عقلانى، مثل الدراويش وبعض من الطرق الصوفية، وتطرف علمى كجماعات التكفير والهجرة وغيرهم، وقد فتن اليهود بعض تلك الفرق ليكونوا منهم، من مشركين وكفرة، وينافسونهم بضلالهم، كالبهائية واليزيدية، وذلك ليس بسبيل الحصر أوالتحديد الدقيق، وأنما ما أردته بمقصدى، هو بيان أن التقصير والمغالاة، والميل والتطرف بوسطية أمة الإسلام الواحدة، يكون هو السبب الرئيسى لما آلت اليه أمة الإسلام من فرقة وخلافات، وخبو لسطوع نور أعظم حضارات تاريخ البشر، بينما التطرف العلمى بأمة اليهود فله شقين، الأول شق دينى لما كان عليه عباد الرحمن المسلمين بأمة اليهود من توجه علمى مفرط به قبل مبعث أمتى النصارى والإسلام، لدرجة وصول بعض عباد الله المسلمين بتلك الأمة لأعلى درجات علوم اليقين، وكما وصل صاحب سيدنا موسى عليه السلام لبعض من علم الغيب من لدن الله، وكان عبد مسلم صالح من أمة اليهود، وكان أحباراليهود يعلموا بمبعث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكانوا ينتظرونه لينصرونه على مجرميهم، فلقدراتهم الآيمانية، وتوجهم العلمي، مع عدم وجود فرق بين درجتى الإسلام والآيمان، بكل الأمم السابقة لأمة الإسلام، تيقن هؤلاء المؤمنين من أحباراليهود بفسوق وكفر، وإجرام أممهم، بعد إفراطهم بعلوم الدنيا، وذلتهم وخيانتهم، وتكبرهم، وفسادهم، وشحهم, وكذبهم, وخيانهم العهود وقتلهم الأنبياء, وإتباعهم للسحروما يمليه عليهم الشياطين, وتُحَرّيِفُهمَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِه, وكْتُبُوا ما أسموه بكتاب التلمودَ بِأَيْدِيهِم, وقسوة قلوبهم, وأَكَّلهم لِلسُّحْتِ وسَمَّاعُهم لِلْكَذِبِ, ومسَارِعُتهم فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ, وإيقادهم نار الحروب، واتَّخَذاهم من ُأَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُون اللّهِ، وَاتَّبَاعُهمْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ, وَحْرَصَهم عَلَى الحَيَاة الدنيا بملذاتها وتكنزيهم الذهبٍ, وكيدهم لجميع الأمم غيرهم, وغيره من فساد وفسوق وعربدة بالأرض، فقد أفرطوا بتطرفهم العلمى تطرف دنيوى بحت، وهو الشق الأخر من التطرف العلمى اليهودى، والذى قد أخذ أقصى حدوده من الضلال بعصرنا هذا، ولم يبقى على أستمرار وجودهم الضال، والموحل سوى نيف من سنين بعد العشر بإذن الله، وأكتب تلاوة بما تيسر من آيات الذكرالحكيم بما يبين كل ذلك فيما يلى: ـ
1ـ (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) الآية 110من سورة آل عمران وعند تناول علماء شرح آيات القرآن لتلك الاية الكريمة يتبين أن المتمسك بالمحرف والناسخ برسالتى التوراة والأنجيل كالمتمسك بالمنسوخ من آيات القرآن الكريم، فمن كتاب اللباب ذكر(قوله :{ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } فيه وجهان: أحدهما: لو آمن أهل
الكتاب بهذا الذي حصلت به صفة الخيريَّةِ لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم، لحصلت هذه الخيرية - أيضاً – لهم.
الثاني : إنما آثروا باطلهم ، حُبًّا للرياسة، واستتباع العوام ولو آمنوا لحصلت لهم الرياسة في الدنيا مع الثواب العظيم في الآخرة ، فكان ذلك خيراً مما قَنِعُوا به
وبكتاب البيضاوى ذكر({وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب}إيماناً كما ينبغي{لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} لكان الإِيمان خيراً لهم مما هم عليه {مّنْهُمُ المؤمنون}كعبد الله بن سلام وأصحابه{وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون}المتمردون في الكفر
وبكتاب أبن عاشورتراث شامخ لتحديد إسلام جميع الأمم التى أنزل الله عليها رسالات دينه الحق للسلم لذات وجه الله وبرسالات الإسلام لرسلهم، وبوجود كثيرمن المسلمين بتلك الأمم بعد أمة الإسلام، منهم من أعلن أسلامه ومنهم من أخفى إسلامه، ولكن كلاهما قد ترك ناسخ تلك الرسالات ليتبع ناسخ متمم رسالات دين الله الحق، وبما أوضحه شيخ الإسلام لتلك المسألة الجوهرية بوضوح نورانى يقطع أى شك بيقين أنه ليس كل من بأمة الإسلام يكونوا مسلمين، وليس كل من بأمم أهل الكتاب يكونوا كافرين، وأنه كما يكون العامل بمنسوخ آيات القرآن قد كفر، فقد كفر العامل بمنسوخ رسالات الإسلام السابقة للقرآن، وذلك بسياق تلك المسألة، حيث ذكر العالم الجليل أبن عاشور بكتابه لشرح آيات القرآن: (وأما قوله تعالى{من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}[آل عمران: 113، 114 الآية فتلك فئة قليلة من أهل الكتاب هم الذين دخلوا في الإسلام مثل عبد الله بن سلام ، وقد كانوا فئة قليلة بين قومهم فلم يكونوا جمهرة الأمّة .وقد شاع عند العلماء الاستدلال بهذه الآية لحجيّة الإجماع وعصمته من الخطأ، بناء على أن التعريف في المعروف والمنكر للاستغراق، فإذا أجمعت الأمَّة على حكم، لم يجز أن يكون ما أجمعوا عليه منكراً، وتعيّن أن يكون معروفاً ، لأنّ الطائفة المأمورة بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر في ضمنهم، ولا يجوز سكوتها منكر يقع، ولا عن معروف يترك، وهذا الاستدلال إن كان على حجية الإجماع بمعنى الشرع المتواتر المعلوم من الدين بالضرورة فهو استدلال صحيح لأن المعروف والمنكر في هذا النوع بديهي ضروري، وإن كان استدلالاً على حجية الإجماعات المنعقدة عن اجتهاد، وهو الذي يقصده المستدلون بالآية، فاستدلالهم بها عليه سفسطائي لأنّ المنكر لا يعتبر منكراً إلاّ بعد إثبات حكمه شرعاً، وطريق إثبات حكمه الإجماع، فلو أجمعوا على منكر عند الله خطأ منهم لما كان منكراً حتَّى ينهي عنه طائفة منهم لأنّ اجتهادهم هوغاية وسعهم.{وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ المؤمنون وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون} عطف على قوله { كنتم خير أمة أخرجت للناس } لأن ذلك التفضيل قد غمر أهل الكتاب من اليهود وغيرهم فنبّههم هذا العطف إلى إمكان تحصيلهم على هذا الفضل مع ما فيه من التعريض بهم بأنَّهم متردّدون في اتباع الإسلام، فقد كان مخيريق متردّداً زماناً ثمّ أسلم، وكذلك وفد نجران تردّدوا في أمر الإسلام، وأهل الكتاب يشمل اليهود والنصارى، لكن المقصود الأول هنا هم اليهود ، لأنَّهم كانوا مختلطين بالمسلمين في المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام، وقصد بيت مدراسهم، وٌّصهم قد أسلم منهم نفر قليل وقال النبي صلى الله عليه وسلم" لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود كلهم" ولم يذكر متعلق (آمن)هنا لأنّ المراد لو اتَّصفوا بالإيمان الذي هو لقب لدين الإسلام وهو الذي منه أطلقت صلة الذين آمنوا على المسلمين فصاركالعلم بالغلبة، وهذا كقولهم أسْلَم، وَصَبَأ، وأشْرَكَ، وألْحَد، دون ذكر متعلّقات لهاته الأفعال لأن المراد أنَّه اتَّصف بهذه الصّفات التي صارت أعلاماً على أديان معروفة ، فالفعل نُزّل منزلة اللازم، وأظهر منه: تَهَوّد، وتَنَصّر، وتَزَنْدق، وتَحَنَّف والقرينة على هذا المعنى ظاهرة وهي جعل إيمان أهل الكتاب في شرط الامتناع، مع أنّ إيمانهم بالله معروف لا ينكره أحد. ووقع في«الكشاف»أنّ المراد: لو آمنوا الإيمان الكامل، وهو تكلّف ظاهر، وليس المقام مقامه..وأجمل وجه كون الإيمان خيراً لهم لتذهب نفوسهم كلّ مذهب في الرجاء والإشفاق. ولمَّا أخبر عن أهْل الكتاب بامتناع الإيمان منهم بمقتضى جعل إيمانهم في حيز شرط ( لو ) الامتناعية ، تعيّن أن المراد من بقي بوصف أهل الكتاب ، وهو وصف لا يبقى وصفهم به بعد أن يتديّنوا بالإسلام، وكان قد يتوهّم أن وصف أهل الكتاب يشمل من كان قبل ذلك منهم ولو دخل في الإسلام، وجيء بالاحتراس بقوله:{منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} أي منهم من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فصدق عليه لقب المؤمن، مثل عبد الله بن سلام، وكان اسمه حُصيناً وهو من بني قينقاع، وأخيه، وعمته خالدة، وسعية أوسنعة بن غريض بن عاديا التيماوي، وهوابن أخي السموأل بن عاديا وثعلبة بن سعية، وأسد بن سعية القرظي، وأسد بن عبيد القرظي، ومخيريق مِن بني النضيرأو من بني قينقاع، ومثل أصْمحة النَّجاشي، فإنَّه آمن بقلبه وعوّض عن إظهاره إعمالَ الإسلام نصره للمسلمين وحمايته لهم ببلده، حتَّى ظهر دين الله، فقبل الله منه ذلك، ولذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه بأنَّه كان مؤمناً وصلّى عليه حين أوحي إليه بموته. ويحتمل أن يكون المعنى من أهل الكتاب فريق متقّ في دينه، فهو قريب من الإيمان بمحمَّد عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء مثل من بقي متردّداً في الإيمان من دون أن يتعرّض لأذى المسلمين، مثل نَّصارى نجران ونصارى الحبشة، ومثل مخيريق اليهودي قبل أن يسلم، على الخلاف في إسلامه، فإنَّه أوصى بماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمراد بإيمانهم صدق الإيمان بالله وبدينهم . وفريق منهم فاسق عن دينه، محرّف له، مناوٍ لأهل الخير، كما قال تعالى:{ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}مثل الذين سَمُّوا الشاة لرسول الله يوم خيْبر، والذين حاولوا أن يرموا عليه صخرة .ـ
2ـ (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا)الآية71 الأسراء.
3ـ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) الآية143من سورة البقرة.
4ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) الآية83من سورة النمل.
ونظراً لتعدد الآيات المباركة البينات لأختلاف الأمم وتوحد الدين، وكذلك فعل أمم اليهود المختلفة من الفساد، والفسق والعربدة، ومحاربة دين الإسلام، وبما ضم ما يقارب من ثلثى محتوى القرآن الكريم، فأذكر على سبيل المثال فقط وليس الحصر بعض من الآيات الدالة على أختلاف الأمم وتوحد الدين فقط فيما يلى :ـ
من سورة البقرة:(الآيات من 128ـ132،والآيات من135ـ137،والآيات من139ـ141،والآية143، والآية256)ومن سورة الآعراف: (الآية 34، والآيتين 158ـ159) ، ومن سورة النحل الآية84 ، والاية89، ومن سورة الحج الاية34 ومن سورة المؤمنون الآيتين43ـ44 ومن سورة هود الآية118ومن سورة الأنبياء الآية92 أما من الأصل الثانى لشرائع دين الله الحق الحنيف فأكتفى بحديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام وهو:عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلاً مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطِرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الإِسْلاَمِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَمَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لاَ تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.
ومن الأصل الثالث لشريعة الدين الحنيف وهو أجماع أئمة وعلماء دراسة علوم القرآن، أبين أجماعهم بما ليس به أدنى ريبة على توحد الدين الحق بقول الزجاج عن الآية الكريمة 65من سورة آل عمران: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)حيث قال الزجاج وبما بينه أجماع العلماء الأتى:(هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده، وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة، واسم الإسلام في كل كتاب)أنتهى ما بينه أجماع العلماء المسلمين عن الزجاج بأن أسم دين الإسلام بكل كتاب وأن اليهودية والنصارى أديان باطلة، وان التوراة والأنجيل رسالات لدين الله الحق الحنيف، أما عن الفروع والفتاوى والأحكام فانقل حرفياً وبأمانة من تراث العلوم الشامخة ما كتبه شيخ الإسلام أبن تيميه رحمة الله عليه عن كل ذلك بما يلى: (دين الأنبياء واحد وهو دين الإسلام لأن بعض الشرائع تتنوع فقد يشرع في وقت أمرا لحكمة ثم يشرع في وقت آخر أمرا آخر لحكمة كما شرع في أول الإسلام الصلاة إلى بيت المقدس ثم نسخ ذلك وأمر بالصلاة إلى الكعبة فتنوعت الشريعة والدين واحد، وكان استقبال الشام من ذلك الوقت من دين الإسلام وكذلك السبت لموسى من دين الإسلام، ثم لما صار دين الإسلام هو الناسخ وهو الصلاة إلى الكعبة، فمن تمسك بالمنسوخ فليس على دين الإسلام ولا هو من الأنبياء، ومن ترك شرع الأنبياء وابتدع شرعا، فشرعه باطل لا يجوز اتباعه، كما بقول الله تعالى بالآية 21من سورة الشورى:(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ولهذا كفرت اليهود والنصارى لأنهم تمسكوا بشرع منسوخ والله أوجب على جميع الخلق أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله ومحمد خاتم الرسل فعلى جميع الخلق اتباعه واتباع ما شرعه من الدين هو ما أتى به من الكتاب والسنة) أنتهى ما نقلـته حرفيا مما كتبه وبينه شيخ الإسلام، لأضيف لما بينه ذلك العالم الإسلامى الجليل بأن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى من شرع منسوخ إسلامهم، يمثل أخف فئات الضلال كفرأ، والمنسوخ من آيات القرآن هوما محاه الله تعالى حيث التمسك بالمنسوخ كفر، لنجد أن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى، فاق بضلاله البهائم والشياطين، لما به من أكاذيب وخرافات بتحريف كتب رسالات الإسلام من الأنجيل والتوراة، كما أن تلك الرسالات المحرفة بكتابى الأنجيل والتوراة لم ياتى بها لفظ ديانة مسيحية أو ديانة يهودية، وأنما بجميع رسالات دين الله الحق بينت أن دين الله هوالإسلام، أما عن لفظ المسيح فهو لقب لرسول الله عيسى أبن مريم، وذكر ذلك بالقرآن والأنجيل.
نعمة الإسلام تعلو عن نعمة العقل
نعمة العقل هى أكرم وأشرف وأعظم نعم الخالق على الإنسان من بين كل المخلوقات، وقد أتم الله تعالى جميع نعمه على الإنسان بنعمة الإسلام بإستخدام العقل
الإسلام هو دين الله الواحد لجميع الأنبياء والرسل والأمم، وتلك الحقيقة واضحة جلية بجميع أصول شريعة أمة السلم بدين الله الحق، وبرسالاته الحق بجميع الأمم قبل أمة الإسلام رغم تحريفها، وقد أجمع على تلك الحقيقة المطلقة جميع الأئمة والشيوخ والعلماء المسلمين، وأبين اليسير جداً مما أوضحته تلك الأصول المستمد منها الشريعة الإسلامية عن تلك الحقيقة المطلقة، فمن الأصل الأول لجميع شرائع الدين الحنيف وهو القرآن تبين الآيات الكريمة التالية ذلك:
1ـ(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَعَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)الآية13الشورى 2ـ (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ(83)قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(84)وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
الآيات المبينات(83ـ85) من سورة آل عمران
3ـ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72) الآيتين72،71 سورة يونس
4ـ (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )الآية19من سورة آل عمران
5ـ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134)وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) الآيات من سورة البقرة
6ـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون) الآية 52من سورة آل عمران
7ـ ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) الآية 111من سورةالمائدة
8ـ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)آية65سورةآل عمران (وجاء بكتاب السمرقندى لهذه الآية (قال الزجاج: هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة واسم الإسلام في كل كتاب) ( أنتهى) أما ما يدعو له الكفرة ومعهم المسلمون المعتقدين عن جهل بالديانة النصرانية والديانة اليهودية والديانة السيخية، ومئات بل ألوف لأديان باطلة، فتلك ليست بأديان سماوية أنما هى أمم مختلفة، منها أمم كافرة ملحدة ومشركة، ومنها كثير من أمم أسلمت لله تعالى بدعوة أنبيائهم للإسلام لله كأمتى اليهود والنصارى، ألى أن بعث الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل أمته تضم بوسطيتها كل الأمم كخير أمة جعلها الله للناس، حيث هى أمة تأخذ بأسباب الدين بقدر ما تأخذ بالمسببات الدنيوية، أمة تعتدل بتفكرها كما تعتدل بتعقلها، أمة تعمل للأخرى بقدر ما تعمل لدنياها، أمة تدعو للخير والمعروف، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى، أمة توحد الله الخالق الحق، وتسعى وتعمر بالأرض بأنبل وأشرف وأوحد معرفه بالخالق الواحد الحق، أمة عمادها الرحمة، وقوامها الاعتدال، ودينها الحق، وفرض الله تعالى على كل مسلم ومسلمة بأمة الإسلام بالدعوة أكثرمن عشرون مرة كل يوم بالسلام والرحمة لكل البشر من خلال ركن الصلاة، أما ما إتسمت به أمم اليهود بإسلامها لله تعالى، فهو التطرف العلمى المبالغ به لأقصى الدرجات، بينما كانت أمة النصارى ذات تطرف عقلى مبالغ به قبل مبعث الأمة الاسلامية مع تحريف بين لمفهوم العقل وصفاته فرغم أن رسالة الأنجيل الغير محرفة كانت تخاطب أذهان بنى أسرائيل، فالنصارى والحواريون وهم من أسلموا لله بدعوة رسوله عيسى أبن مريم عليه السلام، كان مسلكهم وتوجههم به إفراط عقلى وبه مغالاة، بمواجهة أمة اليهود ذات الإفراط العلمى المغالى به، ليظهر نتائج هامة على أمم البشر المسلمة لدين الله الواحد قبل ظهور أمة الاسلام، ومن أهمها كان سلوك الحواريون وأمة النصارى ذات توجه يستندعلى التسامح والتراحم والود والحنان والسلام والتوكل عن أى توجه علمى كانوا عليه قبل أسلامهم، ولدرجة ظهور مايسمى بالرهبنة، وهونزوح كامل عن متطلبات الدنيا، حتى الترقى لما أبتدعونه من رهبنة تشمل الاعتكاف الدائم ببيوت الرحمن، وخدمتها مع المعاونة التامة لكل وجميع من يصلوا أليهم من العجزى والمرضى والأيتام وذوالحاجة، والتسامح مع الأفراط فى الحقوق، لدرجة أنه أذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، فأمتى اليهود والنصارى كانتا مسلمتين لله، ودينهم الاسلام، حتى مبعث الأمة الإسلامية، فضمت بوسطيتها جمع الأمم المسلمة لما قبلها ولتجب كل ما قبلها من تلك الأمم، وتصبح رسالة الإسلام بالتوراة والأنجيل منسوخة كمنسوخ الآيات القرانية، أما ما عليه الكفرة من شرك وإعتقاد بأن المسيح هو الله أو أبنه وثالث ثلوث، وتم صلبه من اليهود، فهو النتيجة الأخرى بحقبة ما قبل مبعث الأمة الاسلامية وهو تحريف فاضح، أمكن لمن هم بتوجه علمى مغالى الافراط به، من سحب من هم بتوجه عقلى مفرط ومغالى به لأذل وأنجس وأوحل درجات جهل وشرك ومذلة وإستعباد، وقد بين الله تعالى بالقرآن، أن اليهودية والنصرانية أمم، وإسلامها قد إتسم بتطرف علمى بأمم اليهود، وتطرف عقلى بأمة النصارى، وكانت كل أمم اليهود تطلب دلائل علمية من أنبيائهم ورسولهم، وما أصبح عليه البلدان المسلمة من طوائف متفرقة تكن البغضاء لبعضهم البعض، ما هوإلا نجاح يهودى بجرهم لتطرفهم وأبعادهم عن وسطية أمتهم الواحدة، فالصوفية والمعتزلة كمثال، قد مالوا أوأقصروا بوسطية الأمة نحو المغالاة العقلية بتوجههم، والشيعة قد مالوا أوقصروا بتلك الوسطية للأمة، بتوجه علمى مبالغ به، هذا وناهيك عن فرق قد وصل بهم أمورالتقصير والمغالاة لحد تطرف بأقصى وجهيه من تطرف عقلانى، مثل الدراويش وبعض من الطرق الصوفية، وتطرف علمى كجماعات التكفير والهجرة وغيرهم، وقد فتن اليهود بعض تلك الفرق ليكونوا منهم، من مشركين وكفرة، وينافسونهم بضلالهم، كالبهائية واليزيدية، وذلك ليس بسبيل الحصر أوالتحديد الدقيق، وأنما ما أردته بمقصدى، هو بيان أن التقصير والمغالاة، والميل والتطرف بوسطية أمة الإسلام الواحدة، يكون هو السبب الرئيسى لما آلت اليه أمة الإسلام من فرقة وخلافات، وخبو لسطوع نور أعظم حضارات تاريخ البشر، بينما التطرف العلمى بأمة اليهود فله شقين، الأول شق دينى لما كان عليه عباد الرحمن المسلمين بأمة اليهود من توجه علمى مفرط به قبل مبعث أمتى النصارى والإسلام، لدرجة وصول بعض عباد الله المسلمين بتلك الأمة لأعلى درجات علوم اليقين، وكما وصل صاحب سيدنا موسى عليه السلام لبعض من علم الغيب من لدن الله، وكان عبد مسلم صالح من أمة اليهود، وكان أحباراليهود يعلموا بمبعث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكانوا ينتظرونه لينصرونه على مجرميهم، فلقدراتهم الآيمانية، وتوجهم العلمي، مع عدم وجود فرق بين درجتى الإسلام والآيمان، بكل الأمم السابقة لأمة الإسلام، تيقن هؤلاء المؤمنين من أحباراليهود بفسوق وكفر، وإجرام أممهم، بعد إفراطهم بعلوم الدنيا، وذلتهم وخيانتهم، وتكبرهم، وفسادهم، وشحهم, وكذبهم, وخيانهم العهود وقتلهم الأنبياء, وإتباعهم للسحروما يمليه عليهم الشياطين, وتُحَرّيِفُهمَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِه, وكْتُبُوا ما أسموه بكتاب التلمودَ بِأَيْدِيهِم, وقسوة قلوبهم, وأَكَّلهم لِلسُّحْتِ وسَمَّاعُهم لِلْكَذِبِ, ومسَارِعُتهم فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ, وإيقادهم نار الحروب، واتَّخَذاهم من ُأَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُون اللّهِ، وَاتَّبَاعُهمْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ, وَحْرَصَهم عَلَى الحَيَاة الدنيا بملذاتها وتكنزيهم الذهبٍ, وكيدهم لجميع الأمم غيرهم, وغيره من فساد وفسوق وعربدة بالأرض، فقد أفرطوا بتطرفهم العلمى تطرف دنيوى بحت، وهو الشق الأخر من التطرف العلمى اليهودى، والذى قد أخذ أقصى حدوده من الضلال بعصرنا هذا، ولم يبقى على أستمرار وجودهم الضال، والموحل سوى نيف من سنين بعد العشر بإذن الله، وأكتب تلاوة بما تيسر من آيات الذكرالحكيم بما يبين كل ذلك فيما يلى: ـ
1ـ (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) الآية 110من سورة آل عمران وعند تناول علماء شرح آيات القرآن لتلك الاية الكريمة يتبين أن المتمسك بالمحرف والناسخ برسالتى التوراة والأنجيل كالمتمسك بالمنسوخ من آيات القرآن الكريم، فمن كتاب اللباب ذكر(قوله :{ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } فيه وجهان: أحدهما: لو آمن أهل
الكتاب بهذا الذي حصلت به صفة الخيريَّةِ لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم، لحصلت هذه الخيرية - أيضاً – لهم.
الثاني : إنما آثروا باطلهم ، حُبًّا للرياسة، واستتباع العوام ولو آمنوا لحصلت لهم الرياسة في الدنيا مع الثواب العظيم في الآخرة ، فكان ذلك خيراً مما قَنِعُوا به
وبكتاب البيضاوى ذكر({وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب}إيماناً كما ينبغي{لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} لكان الإِيمان خيراً لهم مما هم عليه {مّنْهُمُ المؤمنون}كعبد الله بن سلام وأصحابه{وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون}المتمردون في الكفر
وبكتاب أبن عاشورتراث شامخ لتحديد إسلام جميع الأمم التى أنزل الله عليها رسالات دينه الحق للسلم لذات وجه الله وبرسالات الإسلام لرسلهم، وبوجود كثيرمن المسلمين بتلك الأمم بعد أمة الإسلام، منهم من أعلن أسلامه ومنهم من أخفى إسلامه، ولكن كلاهما قد ترك ناسخ تلك الرسالات ليتبع ناسخ متمم رسالات دين الله الحق، وبما أوضحه شيخ الإسلام لتلك المسألة الجوهرية بوضوح نورانى يقطع أى شك بيقين أنه ليس كل من بأمة الإسلام يكونوا مسلمين، وليس كل من بأمم أهل الكتاب يكونوا كافرين، وأنه كما يكون العامل بمنسوخ آيات القرآن قد كفر، فقد كفر العامل بمنسوخ رسالات الإسلام السابقة للقرآن، وذلك بسياق تلك المسألة، حيث ذكر العالم الجليل أبن عاشور بكتابه لشرح آيات القرآن: (وأما قوله تعالى{من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}[آل عمران: 113، 114 الآية فتلك فئة قليلة من أهل الكتاب هم الذين دخلوا في الإسلام مثل عبد الله بن سلام ، وقد كانوا فئة قليلة بين قومهم فلم يكونوا جمهرة الأمّة .وقد شاع عند العلماء الاستدلال بهذه الآية لحجيّة الإجماع وعصمته من الخطأ، بناء على أن التعريف في المعروف والمنكر للاستغراق، فإذا أجمعت الأمَّة على حكم، لم يجز أن يكون ما أجمعوا عليه منكراً، وتعيّن أن يكون معروفاً ، لأنّ الطائفة المأمورة بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر في ضمنهم، ولا يجوز سكوتها منكر يقع، ولا عن معروف يترك، وهذا الاستدلال إن كان على حجية الإجماع بمعنى الشرع المتواتر المعلوم من الدين بالضرورة فهو استدلال صحيح لأن المعروف والمنكر في هذا النوع بديهي ضروري، وإن كان استدلالاً على حجية الإجماعات المنعقدة عن اجتهاد، وهو الذي يقصده المستدلون بالآية، فاستدلالهم بها عليه سفسطائي لأنّ المنكر لا يعتبر منكراً إلاّ بعد إثبات حكمه شرعاً، وطريق إثبات حكمه الإجماع، فلو أجمعوا على منكر عند الله خطأ منهم لما كان منكراً حتَّى ينهي عنه طائفة منهم لأنّ اجتهادهم هوغاية وسعهم.{وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ المؤمنون وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون} عطف على قوله { كنتم خير أمة أخرجت للناس } لأن ذلك التفضيل قد غمر أهل الكتاب من اليهود وغيرهم فنبّههم هذا العطف إلى إمكان تحصيلهم على هذا الفضل مع ما فيه من التعريض بهم بأنَّهم متردّدون في اتباع الإسلام، فقد كان مخيريق متردّداً زماناً ثمّ أسلم، وكذلك وفد نجران تردّدوا في أمر الإسلام، وأهل الكتاب يشمل اليهود والنصارى، لكن المقصود الأول هنا هم اليهود ، لأنَّهم كانوا مختلطين بالمسلمين في المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام، وقصد بيت مدراسهم، وٌّصهم قد أسلم منهم نفر قليل وقال النبي صلى الله عليه وسلم" لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود كلهم" ولم يذكر متعلق (آمن)هنا لأنّ المراد لو اتَّصفوا بالإيمان الذي هو لقب لدين الإسلام وهو الذي منه أطلقت صلة الذين آمنوا على المسلمين فصاركالعلم بالغلبة، وهذا كقولهم أسْلَم، وَصَبَأ، وأشْرَكَ، وألْحَد، دون ذكر متعلّقات لهاته الأفعال لأن المراد أنَّه اتَّصف بهذه الصّفات التي صارت أعلاماً على أديان معروفة ، فالفعل نُزّل منزلة اللازم، وأظهر منه: تَهَوّد، وتَنَصّر، وتَزَنْدق، وتَحَنَّف والقرينة على هذا المعنى ظاهرة وهي جعل إيمان أهل الكتاب في شرط الامتناع، مع أنّ إيمانهم بالله معروف لا ينكره أحد. ووقع في«الكشاف»أنّ المراد: لو آمنوا الإيمان الكامل، وهو تكلّف ظاهر، وليس المقام مقامه..وأجمل وجه كون الإيمان خيراً لهم لتذهب نفوسهم كلّ مذهب في الرجاء والإشفاق. ولمَّا أخبر عن أهْل الكتاب بامتناع الإيمان منهم بمقتضى جعل إيمانهم في حيز شرط ( لو ) الامتناعية ، تعيّن أن المراد من بقي بوصف أهل الكتاب ، وهو وصف لا يبقى وصفهم به بعد أن يتديّنوا بالإسلام، وكان قد يتوهّم أن وصف أهل الكتاب يشمل من كان قبل ذلك منهم ولو دخل في الإسلام، وجيء بالاحتراس بقوله:{منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} أي منهم من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فصدق عليه لقب المؤمن، مثل عبد الله بن سلام، وكان اسمه حُصيناً وهو من بني قينقاع، وأخيه، وعمته خالدة، وسعية أوسنعة بن غريض بن عاديا التيماوي، وهوابن أخي السموأل بن عاديا وثعلبة بن سعية، وأسد بن سعية القرظي، وأسد بن عبيد القرظي، ومخيريق مِن بني النضيرأو من بني قينقاع، ومثل أصْمحة النَّجاشي، فإنَّه آمن بقلبه وعوّض عن إظهاره إعمالَ الإسلام نصره للمسلمين وحمايته لهم ببلده، حتَّى ظهر دين الله، فقبل الله منه ذلك، ولذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه بأنَّه كان مؤمناً وصلّى عليه حين أوحي إليه بموته. ويحتمل أن يكون المعنى من أهل الكتاب فريق متقّ في دينه، فهو قريب من الإيمان بمحمَّد عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء مثل من بقي متردّداً في الإيمان من دون أن يتعرّض لأذى المسلمين، مثل نَّصارى نجران ونصارى الحبشة، ومثل مخيريق اليهودي قبل أن يسلم، على الخلاف في إسلامه، فإنَّه أوصى بماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمراد بإيمانهم صدق الإيمان بالله وبدينهم . وفريق منهم فاسق عن دينه، محرّف له، مناوٍ لأهل الخير، كما قال تعالى:{ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}مثل الذين سَمُّوا الشاة لرسول الله يوم خيْبر، والذين حاولوا أن يرموا عليه صخرة .ـ
2ـ (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا)الآية71 الأسراء.
3ـ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) الآية143من سورة البقرة.
4ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) الآية83من سورة النمل.
ونظراً لتعدد الآيات المباركة البينات لأختلاف الأمم وتوحد الدين، وكذلك فعل أمم اليهود المختلفة من الفساد، والفسق والعربدة، ومحاربة دين الإسلام، وبما ضم ما يقارب من ثلثى محتوى القرآن الكريم، فأذكر على سبيل المثال فقط وليس الحصر بعض من الآيات الدالة على أختلاف الأمم وتوحد الدين فقط فيما يلى :ـ
من سورة البقرة:(الآيات من 128ـ132،والآيات من135ـ137،والآيات من139ـ141،والآية143، والآية256)ومن سورة الآعراف: (الآية 34، والآيتين 158ـ159) ، ومن سورة النحل الآية84 ، والاية89، ومن سورة الحج الاية34 ومن سورة المؤمنون الآيتين43ـ44 ومن سورة هود الآية118ومن سورة الأنبياء الآية92 أما من الأصل الثانى لشرائع دين الله الحق الحنيف فأكتفى بحديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام وهو:عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلاً مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطِرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الإِسْلاَمِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَمَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لاَ تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.
ومن الأصل الثالث لشريعة الدين الحنيف وهو أجماع أئمة وعلماء دراسة علوم القرآن، أبين أجماعهم بما ليس به أدنى ريبة على توحد الدين الحق بقول الزجاج عن الآية الكريمة 65من سورة آل عمران: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)حيث قال الزجاج وبما بينه أجماع العلماء الأتى:(هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده، وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة، واسم الإسلام في كل كتاب)أنتهى ما بينه أجماع العلماء المسلمين عن الزجاج بأن أسم دين الإسلام بكل كتاب وأن اليهودية والنصارى أديان باطلة، وان التوراة والأنجيل رسالات لدين الله الحق الحنيف، أما عن الفروع والفتاوى والأحكام فانقل حرفياً وبأمانة من تراث العلوم الشامخة ما كتبه شيخ الإسلام أبن تيميه رحمة الله عليه عن كل ذلك بما يلى: (دين الأنبياء واحد وهو دين الإسلام لأن بعض الشرائع تتنوع فقد يشرع في وقت أمرا لحكمة ثم يشرع في وقت آخر أمرا آخر لحكمة كما شرع في أول الإسلام الصلاة إلى بيت المقدس ثم نسخ ذلك وأمر بالصلاة إلى الكعبة فتنوعت الشريعة والدين واحد، وكان استقبال الشام من ذلك الوقت من دين الإسلام وكذلك السبت لموسى من دين الإسلام، ثم لما صار دين الإسلام هو الناسخ وهو الصلاة إلى الكعبة، فمن تمسك بالمنسوخ فليس على دين الإسلام ولا هو من الأنبياء، ومن ترك شرع الأنبياء وابتدع شرعا، فشرعه باطل لا يجوز اتباعه، كما بقول الله تعالى بالآية 21من سورة الشورى:(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ولهذا كفرت اليهود والنصارى لأنهم تمسكوا بشرع منسوخ والله أوجب على جميع الخلق أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله ومحمد خاتم الرسل فعلى جميع الخلق اتباعه واتباع ما شرعه من الدين هو ما أتى به من الكتاب والسنة) أنتهى ما نقلـته حرفيا مما كتبه وبينه شيخ الإسلام، لأضيف لما بينه ذلك العالم الإسلامى الجليل بأن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى من شرع منسوخ إسلامهم، يمثل أخف فئات الضلال كفرأ، والمنسوخ من آيات القرآن هوما محاه الله تعالى حيث التمسك بالمنسوخ كفر، لنجد أن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى، فاق بضلاله البهائم والشياطين، لما به من أكاذيب وخرافات بتحريف كتب رسالات الإسلام من الأنجيل والتوراة، كما أن تلك الرسالات المحرفة بكتابى الأنجيل والتوراة لم ياتى بها لفظ ديانة مسيحية أو ديانة يهودية، وأنما بجميع رسالات دين الله الحق بينت أن دين الله هوالإسلام، أما عن لفظ المسيح فهو لقب لرسول الله عيسى أبن مريم، وذكر ذلك بالقرآن والأنجيل.
الإسلام هو دين الله الواحد لجميع الأنبياء والرسل والأمم، وتلك الحقيقة واضحة جلية بجميع أصول شريعة أمة السلم بدين الله الحق، وبرسالاته الحق بجميع الأمم قبل أمة الإسلام رغم تحريفها، وقد أجمع على تلك الحقيقة المطلقة جميع الأئمة والشيوخ والعلماء المسلمين، وأبين اليسير جداً مما أوضحته تلك الأصول المستمد منها الشريعة الإسلامية عن تلك الحقيقة المطلقة، فمن الأصل الأول لجميع شرائع الدين الحنيف وهو القرآن تبين الآيات الكريمة التالية ذلك:
1ـ(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَعَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)الآية13الشورى 2ـ (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ(83)قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(84)وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
الآيات المبينات(83ـ85) من سورة آل عمران
3ـ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72) الآيتين72،71 سورة يونس
4ـ (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )الآية19من سورة آل عمران
5ـ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134)وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) الآيات من سورة البقرة
6ـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون) الآية 52من سورة آل عمران
7ـ ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) الآية 111من سورةالمائدة
8ـ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)آية65سورةآل عمران (وجاء بكتاب السمرقندى لهذه الآية (قال الزجاج: هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة واسم الإسلام في كل كتاب) ( أنتهى) أما ما يدعو له الكفرة ومعهم المسلمون المعتقدين عن جهل بالديانة النصرانية والديانة اليهودية والديانة السيخية، ومئات بل ألوف لأديان باطلة، فتلك ليست بأديان سماوية أنما هى أمم مختلفة، منها أمم كافرة ملحدة ومشركة، ومنها كثير من أمم أسلمت لله تعالى بدعوة أنبيائهم للإسلام لله كأمتى اليهود والنصارى، ألى أن بعث الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل أمته تضم بوسطيتها كل الأمم كخير أمة جعلها الله للناس، حيث هى أمة تأخذ بأسباب الدين بقدر ما تأخذ بالمسببات الدنيوية، أمة تعتدل بتفكرها كما تعتدل بتعقلها، أمة تعمل للأخرى بقدر ما تعمل لدنياها، أمة تدعو للخير والمعروف، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى، أمة توحد الله الخالق الحق، وتسعى وتعمر بالأرض بأنبل وأشرف وأوحد معرفه بالخالق الواحد الحق، أمة عمادها الرحمة، وقوامها الاعتدال، ودينها الحق، وفرض الله تعالى على كل مسلم ومسلمة بأمة الإسلام بالدعوة أكثرمن عشرون مرة كل يوم بالسلام والرحمة لكل البشر من خلال ركن الصلاة، أما ما إتسمت به أمم اليهود بإسلامها لله تعالى، فهو التطرف العلمى المبالغ به لأقصى الدرجات، بينما كانت أمة النصارى ذات تطرف عقلى مبالغ به قبل مبعث الأمة الاسلامية مع تحريف بين لمفهوم العقل وصفاته فرغم أن رسالة الأنجيل الغير محرفة كانت تخاطب أذهان بنى أسرائيل، فالنصارى والحواريون وهم من أسلموا لله بدعوة رسوله عيسى أبن مريم عليه السلام، كان مسلكهم وتوجههم به إفراط عقلى وبه مغالاة، بمواجهة أمة اليهود ذات الإفراط العلمى المغالى به، ليظهر نتائج هامة على أمم البشر المسلمة لدين الله الواحد قبل ظهور أمة الاسلام، ومن أهمها كان سلوك الحواريون وأمة النصارى ذات توجه يستندعلى التسامح والتراحم والود والحنان والسلام والتوكل عن أى توجه علمى كانوا عليه قبل أسلامهم، ولدرجة ظهور مايسمى بالرهبنة، وهونزوح كامل عن متطلبات الدنيا، حتى الترقى لما أبتدعونه من رهبنة تشمل الاعتكاف الدائم ببيوت الرحمن، وخدمتها مع المعاونة التامة لكل وجميع من يصلوا أليهم من العجزى والمرضى والأيتام وذوالحاجة، والتسامح مع الأفراط فى الحقوق، لدرجة أنه أذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر، فأمتى اليهود والنصارى كانتا مسلمتين لله، ودينهم الاسلام، حتى مبعث الأمة الإسلامية، فضمت بوسطيتها جمع الأمم المسلمة لما قبلها ولتجب كل ما قبلها من تلك الأمم، وتصبح رسالة الإسلام بالتوراة والأنجيل منسوخة كمنسوخ الآيات القرانية، أما ما عليه الكفرة من شرك وإعتقاد بأن المسيح هو الله أو أبنه وثالث ثلوث، وتم صلبه من اليهود، فهو النتيجة الأخرى بحقبة ما قبل مبعث الأمة الاسلامية وهو تحريف فاضح، أمكن لمن هم بتوجه علمى مغالى الافراط به، من سحب من هم بتوجه عقلى مفرط ومغالى به لأذل وأنجس وأوحل درجات جهل وشرك ومذلة وإستعباد، وقد بين الله تعالى بالقرآن، أن اليهودية والنصرانية أمم، وإسلامها قد إتسم بتطرف علمى بأمم اليهود، وتطرف عقلى بأمة النصارى، وكانت كل أمم اليهود تطلب دلائل علمية من أنبيائهم ورسولهم، وما أصبح عليه البلدان المسلمة من طوائف متفرقة تكن البغضاء لبعضهم البعض، ما هوإلا نجاح يهودى بجرهم لتطرفهم وأبعادهم عن وسطية أمتهم الواحدة، فالصوفية والمعتزلة كمثال، قد مالوا أوأقصروا بوسطية الأمة نحو المغالاة العقلية بتوجههم، والشيعة قد مالوا أوقصروا بتلك الوسطية للأمة، بتوجه علمى مبالغ به، هذا وناهيك عن فرق قد وصل بهم أمورالتقصير والمغالاة لحد تطرف بأقصى وجهيه من تطرف عقلانى، مثل الدراويش وبعض من الطرق الصوفية، وتطرف علمى كجماعات التكفير والهجرة وغيرهم، وقد فتن اليهود بعض تلك الفرق ليكونوا منهم، من مشركين وكفرة، وينافسونهم بضلالهم، كالبهائية واليزيدية، وذلك ليس بسبيل الحصر أوالتحديد الدقيق، وأنما ما أردته بمقصدى، هو بيان أن التقصير والمغالاة، والميل والتطرف بوسطية أمة الإسلام الواحدة، يكون هو السبب الرئيسى لما آلت اليه أمة الإسلام من فرقة وخلافات، وخبو لسطوع نور أعظم حضارات تاريخ البشر، بينما التطرف العلمى بأمة اليهود فله شقين، الأول شق دينى لما كان عليه عباد الرحمن المسلمين بأمة اليهود من توجه علمى مفرط به قبل مبعث أمتى النصارى والإسلام، لدرجة وصول بعض عباد الله المسلمين بتلك الأمة لأعلى درجات علوم اليقين، وكما وصل صاحب سيدنا موسى عليه السلام لبعض من علم الغيب من لدن الله، وكان عبد مسلم صالح من أمة اليهود، وكان أحباراليهود يعلموا بمبعث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكانوا ينتظرونه لينصرونه على مجرميهم، فلقدراتهم الآيمانية، وتوجهم العلمي، مع عدم وجود فرق بين درجتى الإسلام والآيمان، بكل الأمم السابقة لأمة الإسلام، تيقن هؤلاء المؤمنين من أحباراليهود بفسوق وكفر، وإجرام أممهم، بعد إفراطهم بعلوم الدنيا، وذلتهم وخيانتهم، وتكبرهم، وفسادهم، وشحهم, وكذبهم, وخيانهم العهود وقتلهم الأنبياء, وإتباعهم للسحروما يمليه عليهم الشياطين, وتُحَرّيِفُهمَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِه, وكْتُبُوا ما أسموه بكتاب التلمودَ بِأَيْدِيهِم, وقسوة قلوبهم, وأَكَّلهم لِلسُّحْتِ وسَمَّاعُهم لِلْكَذِبِ, ومسَارِعُتهم فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ, وإيقادهم نار الحروب، واتَّخَذاهم من ُأَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُون اللّهِ، وَاتَّبَاعُهمْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ, وَحْرَصَهم عَلَى الحَيَاة الدنيا بملذاتها وتكنزيهم الذهبٍ, وكيدهم لجميع الأمم غيرهم, وغيره من فساد وفسوق وعربدة بالأرض، فقد أفرطوا بتطرفهم العلمى تطرف دنيوى بحت، وهو الشق الأخر من التطرف العلمى اليهودى، والذى قد أخذ أقصى حدوده من الضلال بعصرنا هذا، ولم يبقى على أستمرار وجودهم الضال، والموحل سوى نيف من سنين بعد العشر بإذن الله، وأكتب تلاوة بما تيسر من آيات الذكرالحكيم بما يبين كل ذلك فيما يلى: ـ
1ـ (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) الآية 110من سورة آل عمران وعند تناول علماء شرح آيات القرآن لتلك الاية الكريمة يتبين أن المتمسك بالمحرف والناسخ برسالتى التوراة والأنجيل كالمتمسك بالمنسوخ من آيات القرآن الكريم، فمن كتاب اللباب ذكر(قوله :{ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } فيه وجهان: أحدهما: لو آمن أهل
الكتاب بهذا الذي حصلت به صفة الخيريَّةِ لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم، لحصلت هذه الخيرية - أيضاً – لهم.
الثاني : إنما آثروا باطلهم ، حُبًّا للرياسة، واستتباع العوام ولو آمنوا لحصلت لهم الرياسة في الدنيا مع الثواب العظيم في الآخرة ، فكان ذلك خيراً مما قَنِعُوا به
وبكتاب البيضاوى ذكر({وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب}إيماناً كما ينبغي{لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} لكان الإِيمان خيراً لهم مما هم عليه {مّنْهُمُ المؤمنون}كعبد الله بن سلام وأصحابه{وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون}المتمردون في الكفر
وبكتاب أبن عاشورتراث شامخ لتحديد إسلام جميع الأمم التى أنزل الله عليها رسالات دينه الحق للسلم لذات وجه الله وبرسالات الإسلام لرسلهم، وبوجود كثيرمن المسلمين بتلك الأمم بعد أمة الإسلام، منهم من أعلن أسلامه ومنهم من أخفى إسلامه، ولكن كلاهما قد ترك ناسخ تلك الرسالات ليتبع ناسخ متمم رسالات دين الله الحق، وبما أوضحه شيخ الإسلام لتلك المسألة الجوهرية بوضوح نورانى يقطع أى شك بيقين أنه ليس كل من بأمة الإسلام يكونوا مسلمين، وليس كل من بأمم أهل الكتاب يكونوا كافرين، وأنه كما يكون العامل بمنسوخ آيات القرآن قد كفر، فقد كفر العامل بمنسوخ رسالات الإسلام السابقة للقرآن، وذلك بسياق تلك المسألة، حيث ذكر العالم الجليل أبن عاشور بكتابه لشرح آيات القرآن: (وأما قوله تعالى{من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}[آل عمران: 113، 114 الآية فتلك فئة قليلة من أهل الكتاب هم الذين دخلوا في الإسلام مثل عبد الله بن سلام ، وقد كانوا فئة قليلة بين قومهم فلم يكونوا جمهرة الأمّة .وقد شاع عند العلماء الاستدلال بهذه الآية لحجيّة الإجماع وعصمته من الخطأ، بناء على أن التعريف في المعروف والمنكر للاستغراق، فإذا أجمعت الأمَّة على حكم، لم يجز أن يكون ما أجمعوا عليه منكراً، وتعيّن أن يكون معروفاً ، لأنّ الطائفة المأمورة بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر في ضمنهم، ولا يجوز سكوتها منكر يقع، ولا عن معروف يترك، وهذا الاستدلال إن كان على حجية الإجماع بمعنى الشرع المتواتر المعلوم من الدين بالضرورة فهو استدلال صحيح لأن المعروف والمنكر في هذا النوع بديهي ضروري، وإن كان استدلالاً على حجية الإجماعات المنعقدة عن اجتهاد، وهو الذي يقصده المستدلون بالآية، فاستدلالهم بها عليه سفسطائي لأنّ المنكر لا يعتبر منكراً إلاّ بعد إثبات حكمه شرعاً، وطريق إثبات حكمه الإجماع، فلو أجمعوا على منكر عند الله خطأ منهم لما كان منكراً حتَّى ينهي عنه طائفة منهم لأنّ اجتهادهم هوغاية وسعهم.{وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الكتاب لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ المؤمنون وَأَكْثَرُهُمُ الفاسقون} عطف على قوله { كنتم خير أمة أخرجت للناس } لأن ذلك التفضيل قد غمر أهل الكتاب من اليهود وغيرهم فنبّههم هذا العطف إلى إمكان تحصيلهم على هذا الفضل مع ما فيه من التعريض بهم بأنَّهم متردّدون في اتباع الإسلام، فقد كان مخيريق متردّداً زماناً ثمّ أسلم، وكذلك وفد نجران تردّدوا في أمر الإسلام، وأهل الكتاب يشمل اليهود والنصارى، لكن المقصود الأول هنا هم اليهود ، لأنَّهم كانوا مختلطين بالمسلمين في المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام، وقصد بيت مدراسهم، وٌّصهم قد أسلم منهم نفر قليل وقال النبي صلى الله عليه وسلم" لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود كلهم" ولم يذكر متعلق (آمن)هنا لأنّ المراد لو اتَّصفوا بالإيمان الذي هو لقب لدين الإسلام وهو الذي منه أطلقت صلة الذين آمنوا على المسلمين فصاركالعلم بالغلبة، وهذا كقولهم أسْلَم، وَصَبَأ، وأشْرَكَ، وألْحَد، دون ذكر متعلّقات لهاته الأفعال لأن المراد أنَّه اتَّصف بهذه الصّفات التي صارت أعلاماً على أديان معروفة ، فالفعل نُزّل منزلة اللازم، وأظهر منه: تَهَوّد، وتَنَصّر، وتَزَنْدق، وتَحَنَّف والقرينة على هذا المعنى ظاهرة وهي جعل إيمان أهل الكتاب في شرط الامتناع، مع أنّ إيمانهم بالله معروف لا ينكره أحد. ووقع في«الكشاف»أنّ المراد: لو آمنوا الإيمان الكامل، وهو تكلّف ظاهر، وليس المقام مقامه..وأجمل وجه كون الإيمان خيراً لهم لتذهب نفوسهم كلّ مذهب في الرجاء والإشفاق. ولمَّا أخبر عن أهْل الكتاب بامتناع الإيمان منهم بمقتضى جعل إيمانهم في حيز شرط ( لو ) الامتناعية ، تعيّن أن المراد من بقي بوصف أهل الكتاب ، وهو وصف لا يبقى وصفهم به بعد أن يتديّنوا بالإسلام، وكان قد يتوهّم أن وصف أهل الكتاب يشمل من كان قبل ذلك منهم ولو دخل في الإسلام، وجيء بالاحتراس بقوله:{منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} أي منهم من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فصدق عليه لقب المؤمن، مثل عبد الله بن سلام، وكان اسمه حُصيناً وهو من بني قينقاع، وأخيه، وعمته خالدة، وسعية أوسنعة بن غريض بن عاديا التيماوي، وهوابن أخي السموأل بن عاديا وثعلبة بن سعية، وأسد بن سعية القرظي، وأسد بن عبيد القرظي، ومخيريق مِن بني النضيرأو من بني قينقاع، ومثل أصْمحة النَّجاشي، فإنَّه آمن بقلبه وعوّض عن إظهاره إعمالَ الإسلام نصره للمسلمين وحمايته لهم ببلده، حتَّى ظهر دين الله، فقبل الله منه ذلك، ولذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه بأنَّه كان مؤمناً وصلّى عليه حين أوحي إليه بموته. ويحتمل أن يكون المعنى من أهل الكتاب فريق متقّ في دينه، فهو قريب من الإيمان بمحمَّد عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء مثل من بقي متردّداً في الإيمان من دون أن يتعرّض لأذى المسلمين، مثل نَّصارى نجران ونصارى الحبشة، ومثل مخيريق اليهودي قبل أن يسلم، على الخلاف في إسلامه، فإنَّه أوصى بماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمراد بإيمانهم صدق الإيمان بالله وبدينهم . وفريق منهم فاسق عن دينه، محرّف له، مناوٍ لأهل الخير، كما قال تعالى:{ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}مثل الذين سَمُّوا الشاة لرسول الله يوم خيْبر، والذين حاولوا أن يرموا عليه صخرة .ـ
2ـ (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا)الآية71 الأسراء.
3ـ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) الآية143من سورة البقرة.
4ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) الآية83من سورة النمل.
ونظراً لتعدد الآيات المباركة البينات لأختلاف الأمم وتوحد الدين، وكذلك فعل أمم اليهود المختلفة من الفساد، والفسق والعربدة، ومحاربة دين الإسلام، وبما ضم ما يقارب من ثلثى محتوى القرآن الكريم، فأذكر على سبيل المثال فقط وليس الحصر بعض من الآيات الدالة على أختلاف الأمم وتوحد الدين فقط فيما يلى :ـ
من سورة البقرة:(الآيات من 128ـ132،والآيات من135ـ137،والآيات من139ـ141،والآية143، والآية256)ومن سورة الآعراف: (الآية 34، والآيتين 158ـ159) ، ومن سورة النحل الآية84 ، والاية89، ومن سورة الحج الاية34 ومن سورة المؤمنون الآيتين43ـ44 ومن سورة هود الآية118ومن سورة الأنبياء الآية92 أما من الأصل الثانى لشرائع دين الله الحق الحنيف فأكتفى بحديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام وهو:عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلاً مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطِرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الإِسْلاَمِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَمَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الأُسُودُ مَعَ الإِبِلِ وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ لاَ تَضُرُّهُمْ فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ.
ومن الأصل الثالث لشريعة الدين الحنيف وهو أجماع أئمة وعلماء دراسة علوم القرآن، أبين أجماعهم بما ليس به أدنى ريبة على توحد الدين الحق بقول الزجاج عن الآية الكريمة 65من سورة آل عمران: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)حيث قال الزجاج وبما بينه أجماع العلماء الأتى:(هذه الآية أبين الحجج على اليهود والنصارى بأن التوراة والإنجيل أنزلا من بعده، وليس فيهما اسم لواحد من الأديان الباطلة، واسم الإسلام في كل كتاب)أنتهى ما بينه أجماع العلماء المسلمين عن الزجاج بأن أسم دين الإسلام بكل كتاب وأن اليهودية والنصارى أديان باطلة، وان التوراة والأنجيل رسالات لدين الله الحق الحنيف، أما عن الفروع والفتاوى والأحكام فانقل حرفياً وبأمانة من تراث العلوم الشامخة ما كتبه شيخ الإسلام أبن تيميه رحمة الله عليه عن كل ذلك بما يلى: (دين الأنبياء واحد وهو دين الإسلام لأن بعض الشرائع تتنوع فقد يشرع في وقت أمرا لحكمة ثم يشرع في وقت آخر أمرا آخر لحكمة كما شرع في أول الإسلام الصلاة إلى بيت المقدس ثم نسخ ذلك وأمر بالصلاة إلى الكعبة فتنوعت الشريعة والدين واحد، وكان استقبال الشام من ذلك الوقت من دين الإسلام وكذلك السبت لموسى من دين الإسلام، ثم لما صار دين الإسلام هو الناسخ وهو الصلاة إلى الكعبة، فمن تمسك بالمنسوخ فليس على دين الإسلام ولا هو من الأنبياء، ومن ترك شرع الأنبياء وابتدع شرعا، فشرعه باطل لا يجوز اتباعه، كما بقول الله تعالى بالآية 21من سورة الشورى:(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ولهذا كفرت اليهود والنصارى لأنهم تمسكوا بشرع منسوخ والله أوجب على جميع الخلق أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله ومحمد خاتم الرسل فعلى جميع الخلق اتباعه واتباع ما شرعه من الدين هو ما أتى به من الكتاب والسنة) أنتهى ما نقلـته حرفيا مما كتبه وبينه شيخ الإسلام، لأضيف لما بينه ذلك العالم الإسلامى الجليل بأن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى من شرع منسوخ إسلامهم، يمثل أخف فئات الضلال كفرأ، والمنسوخ من آيات القرآن هوما محاه الله تعالى حيث التمسك بالمنسوخ كفر، لنجد أن ما يتمسك به الكفرة من اليهود والنصارى، فاق بضلاله البهائم والشياطين، لما به من أكاذيب وخرافات بتحريف كتب رسالات الإسلام من الأنجيل والتوراة، كما أن تلك الرسالات المحرفة بكتابى الأنجيل والتوراة لم ياتى بها لفظ ديانة مسيحية أو ديانة يهودية، وأنما بجميع رسالات دين الله الحق بينت أن دين الله هوالإسلام، أما عن لفظ المسيح فهو لقب لرسول الله عيسى أبن مريم، وذكر ذلك بالقرآن والأنجيل.
الاثنين، 1 مارس 2010
مدونة (2) حياة الإنسان هى الحب
مدونة (2) الحب حياة
عزيزى الإنسان المسلم المطلع على مدونتى سوف تلاحظ إنه من أكثر ما يشغل مدونتى ما وجدته بكتاب القرأن الكريم من علوم لم يصل أليها مخلوق حتى عصرنا هذا، مثل توضيح الخالق سبحانه وتعالى بذكره الحكيم للعقل البشرى إنه يكون عن طريق القلب الإنسانى، ويسمى هذا القلب المتعقل بالفؤاد، حيث العقل هو صفات القلب الانسانى التى تميز لحامله الفرق بين الحق والباطل وفيما لاتستطيع تميزه الجوارح الإنسانية جميعها والتى تتفاوت بتميزها طبقا لألاف من المتداخلات، فصفة مثل الحب وما يرتبط بها من حنان ومودة وتراحم وعدل تجعل حاملها يكاد يضئ انسانية مكرمة من خالقها العظيم، وصفة مثل التقوى والخوف من الله تجعل من أفسد وضؤه يعيده حتى إن تكرر ذلك عشرات المرات فمستحيل لمسلم متيقن من إفساد وضؤه الدخول للصلاة ولنا لقاء مع كل الأحبة بإذن الله لتراث العلوم الاسلامية بهذا الشأن لأضيف بمدونتى التوضيح العلمى المقنن من الرحمن عز وجل للفيروس بأوجهه وكيف سببه اليهود وطرق علاجه خاصة أنفلونزا الطيور والخنازير وكيف يمكن القضاء عليه، وايضا كل يوم تتكشف للبشرية أفاق علمية جديدة بالقرأن الكريم والذى به يخاطب الله العالمين بكل زمان ومكان ولنا لقاءات عن كثير من ذلك بمشيئة الله تعالى بجديد مدوناتى متمنيا لكل مسلم التوفيق والسلام والرحمة
تتلخص حياتى كلها بأنى أحب الحياة بشطريها، وبقدر متساوى فدنياى كمثل أخرتى، ولا أحب ما بينهما والمجرمين فيما دونهما، وما بينهما هو الموت فلا أحبه لشعورى بقصور كبير لرسالتى الحقيقية بتلك الحياة الدنيا، فالموت هو باب الدخول للحياة الأخرى ولأن الحياة الأخرى من الغيبيات فسوف أتخذ من باب دخولها رمز لها وهو الموت، حيث ما دونهما فهو بالكثير ومنه من مات على أجرامه فسوف يعذب بجهنم لايموت ولا يحيي بها، فهو صورة أو شكل أخر دون الحياة الدنيا والأخرى حيث يكون المجرم بتلك الحالة هو لاحى ولا ميت، وبالحقيقة فأشكال الوجود الإنسانى دون الحياة والموت متعددة منها المتوفى وهو الإنسان النائم حيث يتم موافاة النفس لخالقها العظيم أثناء نوبة النوم ليكون ذلك الإنسان بحالة النوم مكون من جسد وروح فقط بلا نفس تحاكى حياتها، وأيضا الشهداء يكونوا ما بين الحياة الدنيا والموت،فهم أحياء عند ربهم يرزقون بلا جسد بمجموع الحياة وهو الحيوان، ومن الأشكال الأخرى لما بين الموت والحياة الأنبياء والرسل والصديقين، وجميع تلك الصور على درجة عالية جدا عن معظم البشر وعنى،أما عن ما أكرهه فيما دونهما فهو المجرمين من البشر والسافحين للأفضلية الإنسانية المكرمة من الخالق سبحانه وتعالى بعقل الفؤاد وبما يوقر به من صفات العقل النورانية للسلم للخالق العظيم وذلك بطرق كثيرة فبدلا من أمداد نور تلك الصفات من القلب لسائر الجسد والنفس والروح أى لسائر حياة إلانسان يصبح أو يكون الأجرام صورة وشكل القاتل قاسى القلب أقرب للوت من الحياة،كذلك يكونوا ممارسيين الأباحية رخاص النفوس المتدنيين لأسفل درجات البهمية، والذين جعلوا من أرقى وأشرف صفات القلب العقلانية النورانية من الحب والود والحنان والتراحم والسكينة والمودة ألخ من صفات العقل مسمى للفسق والبغاء والفجور،فتران قلوبهم،وتغلفها الظلمات، ومن هنا فهم يكونوا بصورة خارج الحياة الإنسانية، فقد أجمع العلماء المسلمين بكون تعقل القلب هو القلب الحى، وبفعل المجرمين ذلك عدم تعقل، بل قتل للعقل، ليكونوا بضلالة تزيد عن الجان والحيوان، فهم يتخذوا من النجاسة ومخرجها وسائل للإستمتاع، وقد نظرت ذلك بحسن نية، فتأففت نفسى لهول ما تستحى عن ذكره لكثير مما يضل بالبشرية، ويهدر كرامتها وشرفها، بل قتل لعقولها وذلك من المواقع التى تجعل نفسها وكأنها تقدم خدمات مجانية لكافة المسلمين والبشر، والحقيقة أن الهدف الحقبقى هو الكراهية والحقد والفتنة، فالقائمين بالإشراف على تلك المواقع لم يتذوقوا أدنى نشوة وجد وسعادة لحلاوة الإسلام والآيمان، ويعتقدون إنهم مؤمنين بما تنص عليه رسالات الله المحرفة قبل الذكر الحكيم ثم أخذتهم الرذيلة وتسويفها إلى تلك الدرجة من الأجرام على الإنسان والحياة والخالق العظيم، وذلك جزء من إهتمامى لأهم وأعظم جانب من الوجود الإنسانى، أن أستطيع أن أشد الغارقين بإستعباد شهوة أجسادهم لكامل الحرية والسعادة والخلود، سائلا المولى عز وجل أن لاأجرف معهم، فيقينى بالله سبحانه هو ما يقينى من نجاسة وسوء وفاحشة ذلك المستنقع وأسأله عز وجل أن يقينى مما أجهله ويعده ويحمله شياطين الإنس والجن، وأترك بقية التعريف عنى، لأتحدث عن هواياتى وأفضلها صيانة الأليكترونيات، والتمثيل الدرامى والميلودرامى والكيميودى، والرسم بمختلف أنواعه، وأيضا الموسيقى الشرقية خاصة الناى والعود، كما أنى أستطيع قراءة الوجوه وكأنى أنظر بكتاب مفتوح، أما ما أفضله فهو التداوى بالصدقة ومساعدة كل من بحوج حقيقى للمساعدة، أماعن طباعى فتغلبنى الرومانسية بجميع المشاركات الوجدانية، ويغلبنى الهدوء والعمق بنشوة الوجد حينما أكون وحدى، بينما يرتجف جسدى وتتسع عيناى ويقف شعر رأسى عند الغضب الشديد، ولا ينتشلنى من ذلك اليم العنيف سوى كلمة حب، فالحب هو حياتى، بل الحياة الإنسانية كلها متوجة بالحب، ولما لا وذلك الحب يكون هو تاج العقل، فمن المعروف عند كافة المسلمين أن الإنسان يعقل بقلبه فقد جاء قول الله تعالى بذكره الحكيم بالآية 46 من سورة الحج قوله تعالى أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بهاأو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وقد أجمع العماء المسلمين بكون العقل الإنسانى هو الذى يعقل وقد جاء تفسير الأمام السمرقندى بأن قول الله تعالى بتعقل القلب ليس مجازأ وإنما تأكيد حتمى بذكر جلاله للقلوب التى فى الصدور بحسم تعقل القلب الإنسانى وقد أوضح الأمام محمد الغزالى عليه رحمة الله ان العقل هو أشرف واثمن وأعظم صفة تميز الإنسان، وهوما فضل به الخالق سبحانه وتعالى الإنسان عن جميع من وما خلق، ومما يتبين منه أن العقل هو صفات القلب الأنسانى، وحينما تتوقر بذلك القلب تلك الصفات فإنها تميز لحامله كل حق عن باطله، سواء كان هذا الحق غيبى أو تدركه الجوارح، وذلك لما يختص بتلك الصفة القلبية وما يرتبط بها من صفات قلبية أخرى،كصفة الحب وما يرتبط بها من صفات الود، والحنان، والتسامح، والطهارة، والعفاف، والشرف والسكينة، والحياء، والأطمئنان، والتراحم، وقد ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام بحديث شريف أن حب الله ورسوله شرط أساسى وحيد لدخول المسلم درجة الآيمان، فالعقل الإنسانى هو صفات القلب التى تميز حق كل شيئ، حتى إن كان ذلك الشيئ غير مدرك أمام الجوارح الإنسانية، وأعلى وأسمى درجات التميز العقلى هو تميز وجه الله تعالى وقدرته بما ليس مثله شيئ ودون أن تدركه جميع الجوارح الإنسانية، فلا كلام مع الله ولا رؤيته ولا سمع ولا قياس ولا مثال أو مقارنة لكل ما يتعلق بذات الله تعالى، وأعلى درجات ما لا تدركه الجوارح هو الغيبيات وأعلاها الحقيقة المطلقة للواجد لذلك الكون المهيب وتلك الحياة !!!! هو الله القادر المهيمن، فمن الحقائق العقلية المطلقة رفع الخالق العظيم للسماء الدنيا عن الأرض بلا أعمدة، فالسماء بناء مذهل الإتقان بطبقات مختلفة الكثافات لمواد وعناصر مختلفة، وكل مسلم على وجه الأرض يعقل تلك الحقيقة بينما لا يعقل أن يظل سقف البناء مرفوع بعد إزالة ما بنى تحته من جدران وأعمدة حتى إذا رأى المسلم ذلك بعينيه يتيقن أنه خدعة ولا يعقلها أبداً، فالعقل الإنسانى هو ما فضل وكرم به الخالق العظيم الإنسان عن كثير من مخلوقاته، بل عن جميع المخلوقات التى يعرفها الإنسان بما فيها الملائكة عليهم السلام، وذلك عندما يتغلب العقل على فجور النفس بأهم أوجهها وهو الغريزة وبأهم جوانبها من الفكر وحاجة الجوارح، فقد حجب المولى سبحانه وتعالى عن كل المخلوقات كلتا الحرتين من الإلزام والاختيار، فكانت بمشيئته سبحانه وتعالى كل وجميع المخلوقات سالمة مسلمة بغريزتها لوجهه الكريم ماعدا الجان والإنسان، حيث يسلم الجان لله تعالى برشد التفكيربينما يسلم الإنسان لربه بفكره وعقله بنفس الوقت، وتكون جميع تلك المخلوقات وبما فيها الجسد الإنسانى وأعضائه والنار المخلوق منها الجان سالمين مسلمين بالله تعالى، ويكونوا جميعاً حتى النار بخدمة الإنسان الذى كرمه وفضله الله تعالى عنهم جميعاً بهبة ذلك العقل المميز بين كل حق وما أحله الله وبين كل باطلومل حرمه الله، وذلك العقل أوجده الله عز وجل بكل إنسان حتى الكفرة فبهم عقول ولكنهم لايعقلون بها أويستخدمونها بوجه باطل، كإستخدام الحب أقوى صفات العقل وما يرتبط به من صفات كثيرة بمعنى الجنس والمقصود به أباحة الزنا وكشف العورات وفعل الرذيلة من التمتع بالنجاسة وتدميركل ما يتصل بالعقل الإنسانى، ولايعنى العقل إنه دقة التفكيرونفاذه حيث الفكرغريزة فطرية للسلم بالله بكل مخلوق موجود، ومعنى ذلك ببساطة أن الواجد سبحانه وتعالى أوجد كل شيئ بفطرة مخلوق عليها ليعرف بها خالقه عز وجل ويسلم لذات جلاله، وهذه المعرفة والسلم لوجه الله تختلف بين كل موجود وأخر، فالشمس والقمر والسماوات والارض وكل ما فيهما بهذا الكون المهيب ليس بهم ما يعرفه البشرية بإسم المخ وليس بهم عقل أيضاً، ولكنهم يعرفون خالقهم ويسبحوا لذات جلاله بما لا نفقهه بفطرة موجودة بهم، وتلك الفطرة المسلمة بالله موجودة بكل جسد إنسانى، أما الكائنات التى لها مخ مثل الحيوانات والحشرات والجان فهى تعيش بضلالة كبيرة لعدم وجود عقل بها، فرغم ما وهبها الخالق العظيم لغريزة الفكر وسلمها لذات جلاله بما قدره الله لها، إلا أنه لا أختيارأوحرية لغرائزهم ولا إلزام ولا مقارنة بينهم وبين ما يضفيه هذا العقل للانسانية والحياة بمتعتها من معرفة الله عز وجل، ولجميع معانى حرذلك الإلزام والأختيار أو بمعنى أخر وجد العقل وحرية العمل به، ومن حسن تقدير الرحمن عز وجل أن جعل بكل إنسان أعضاء من جسده الإنسانى سالمة مسلمة بالله تعالى وخاضعة لصبغة الله بداخل كل خلية من جسده بفطرة مسلمة بما قدره الله لجميع أعضاء الجسد بصبغة أسماها اليهود الحمض النووى بالشفرة الوراثية وقد أستطاعوا أن يصنعوا ما أسموه بالفيرس عندما تلاعبوا بصبغة الله لتعديلها وهو يختلف عن ما أخترعوه بمسمى فيرس الكمبيوتر، حيث يعتبر تدخل معلوماتى خطأ وزائد عن بيانات المعالجة، وقد استطاع اليهود من خلال تطرفهم العلمى أختلاق أو صناعة مهلكات ومدمرات وكاسحات ومبيدات وفناء بما تعجزعن وصفها أذهان الجان، ولكنهم لم ولن يستطيعوا ان يصنعوا مصل لما أخترعوه بمسمى الفيرس، وبما بينه الله تعالى بذكره الحكيم، وهم لا ولن يستطيعوا أن يزرعوا عقل، ولا ولن يستطيعوا ان يتحكموا بثلاث عضلات بجسد الإنسان وهى التى تعمل بما قدره الله لهم وهم القلب والمعدة والحجاب الحاجز، وقد أسماهم الكفرة العضلات اللاأرادية، وهم لا ولن يصنعوا روحا أو يعيدوا روحا، وهكذا يعجز الفكر حتى وإن كان هذا الفكر يفوق الشيطان، وتعجزالمادة حتى أذا كانت تلك المادة هى ملك كنوز الدنيا وما فيها من موجودات كلها، حيث يكون الفكر ومها بلغ غريزة قاصرة، بحينما تذوق صفات النور يكون هو سر أكسير سعادة الحياة وحريتها، وقد يتعجب قارئى لقولى تذوق صفات النور، فأوضح أن علماءنا المسلمين بتقنينهم العلمى الفذ لعقل الإنسان بضيائه للقلوب وان العقل نور، وان الفؤاد هو القلب الذى يعقل، لا يدع مجال للعجب، بل كون علماء التفسير يذكرون ان معنى حياً هو عاقلاً بتفسير قول الله تعالى بالاية70من سورة يس (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) فذلك يتعدى القدرات العلمية والعقلية لجميع بشر عصر العولمة فقد جاء بتفسيرأجماع علماء المسمين لتلك الآية الكريمة بذ لك، فبتفسير الطبرى حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو معاوية، عن رجل عن أبي رَوْق عن الضحاك، في قوله (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ) قال: من كان عاقلا .وبتفسير أبن كثير{ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا } أي: لينذر هذا القرآن البيّن كلّ حي على وجه الأرض، كقوله: { لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام: 19] ، وقال: { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [هود: 17] . وإنما ينتفع بنذارته من هو حَيّ القلب، مستنير البصيرة، كما قال قتادة: حي القلب، حي البصر. وقال الضحاك: يعني: عاقلا{ وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } أي: هو رحمة للمؤمن، وحجة على الكافر.وبتفسير ابن عاشور والحيّ : مستعار لكامل العقل وصائب الإِدراك ، وهذا تشبيه بليغ ، أي مَن كان مثل الحي في الفهم .والمقصود منه : التعريض بالمُعرِضين عن دلائل القرآن بأنهم كالأموات لا انتفاع لهم بعقولهم كقوله تعالى:{ إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) أنتهى ومما يتبين انه بالعقل تكون الحياة الإنسانية وبلا عقل لامعنى للحياة الإنسانية، كما هى لامعنى لها عند من هم بنوبة جنون أى بحالة زوال العقل أما الإنسان الذى لايعقل فهو كالميت تماما أويكون قرين للشيطان، فرغم أن الكافر من البشر له عقل ولكنه لايعقل به حيث قلبه ميت وران عليه المعاصى والذنوب، وإنى أتعجب بعالم عصر العولمة الغير ناظر لموت قلوب قادة دولة الباطل والمسماة بإسرائيل خاصة بعد موافاة نفس سفاحها الأول شارون لله وترك جسده بقلبه الميت عظة وعبرة،وأيضاً بقيام ذنادقة اليهود بإستخدام أفتك ما صنعوه من أسلحة تدمير لألاف الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة بغزة، فقلوبهم الميتة تهيأ لهم أن تلك الألاف من الشهداء ليسوا أحياء وأنهم بذلك يبنون الحياة لأنفسهم ولن يحدث مقاومة لاحتلالهم، وأنهم يقتلون الحياة من اجل الحياة وهم بعداد الأموات، وإذا تم وقفة عقلية للبشر أمام جريمة اليهود بغزة فسوف يكون به بإذن الله لحظة خلاص البشرية من شرور ولعنة أمة اليهود، ومن حكمة الرب العظيم أن قيمة الانسان عند ذاته سبحانه وتعالى تتوقف على قلبه وما يعقل به وتوقره للصفات النورانية، وقد جاء بالحديث الشريف عن أبو هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ومما لاشك بحقيقته أنه لا يؤخذ للحياة من الميت أدنى شيئ سوى سيرة حياته العطرة، بينما ما يؤخذ من الحى فهو بالكثير الشامل كل حياته وبكل ما بمعنى كلمة حى وما يؤخذ من المرأة من أمومة وحنان وعفة وحياء وشرف وفضيلةومودة لايقارن أطلاقا بما يؤخذ بما أسموه الكفرة ممارسة الحب حتى أذاكان مايؤخذ من المرأة مجرد إضفاء نسمة وجد، أولمسة حنان أوطلعة إشراق لصاحبات القلوب الحية، وبما أوضح الله ورسوله والعلماء المسلمين بكونها بتعقل القلب، فالقلب الذى لايعقل يكون قاسى كالحجارة واشد قسوة وهو قلب ميت من جميع معانى الحياة الإنسانية، وما نالته البشرية ويؤخذ من اليهود من موت ودمار وفناء على مدى دهور الزمن دلالة لذلك الاعجاز القرآنى، وما تبثه مواقع ممارسة الحب بمسمى الكفار لدليل وقرينة للسفح السافر لعقول البشر،وللحب الإنسانى، والحياة الإنسانية كلها.
--------------------------------------------------------------------------------
←
التقيم RSS
تعليقات
عزيزى الإنسان المسلم المطلع على مدونتى سوف تلاحظ إنه من أكثر ما يشغل مدونتى ما وجدته بكتاب القرأن الكريم من علوم لم يصل أليها مخلوق حتى عصرنا هذا، مثل توضيح الخالق سبحانه وتعالى بذكره الحكيم للعقل البشرى إنه يكون عن طريق القلب الإنسانى، ويسمى هذا القلب المتعقل بالفؤاد، حيث العقل هو صفات القلب الانسانى التى تميز لحامله الفرق بين الحق والباطل وفيما لاتستطيع تميزه الجوارح الإنسانية جميعها والتى تتفاوت بتميزها طبقا لألاف من المتداخلات، فصفة مثل الحب وما يرتبط بها من حنان ومودة وتراحم وعدل تجعل حاملها يكاد يضئ انسانية مكرمة من خالقها العظيم، وصفة مثل التقوى والخوف من الله تجعل من أفسد وضؤه يعيده حتى إن تكرر ذلك عشرات المرات فمستحيل لمسلم متيقن من إفساد وضؤه الدخول للصلاة ولنا لقاء مع كل الأحبة بإذن الله لتراث العلوم الاسلامية بهذا الشأن لأضيف بمدونتى التوضيح العلمى المقنن من الرحمن عز وجل للفيروس بأوجهه وكيف سببه اليهود وطرق علاجه خاصة أنفلونزا الطيور والخنازير وكيف يمكن القضاء عليه، وايضا كل يوم تتكشف للبشرية أفاق علمية جديدة بالقرأن الكريم والذى به يخاطب الله العالمين بكل زمان ومكان ولنا لقاءات عن كثير من ذلك بمشيئة الله تعالى بجديد مدوناتى متمنيا لكل مسلم التوفيق والسلام والرحمة
تتلخص حياتى كلها بأنى أحب الحياة بشطريها، وبقدر متساوى فدنياى كمثل أخرتى، ولا أحب ما بينهما والمجرمين فيما دونهما، وما بينهما هو الموت فلا أحبه لشعورى بقصور كبير لرسالتى الحقيقية بتلك الحياة الدنيا، فالموت هو باب الدخول للحياة الأخرى ولأن الحياة الأخرى من الغيبيات فسوف أتخذ من باب دخولها رمز لها وهو الموت، حيث ما دونهما فهو بالكثير ومنه من مات على أجرامه فسوف يعذب بجهنم لايموت ولا يحيي بها، فهو صورة أو شكل أخر دون الحياة الدنيا والأخرى حيث يكون المجرم بتلك الحالة هو لاحى ولا ميت، وبالحقيقة فأشكال الوجود الإنسانى دون الحياة والموت متعددة منها المتوفى وهو الإنسان النائم حيث يتم موافاة النفس لخالقها العظيم أثناء نوبة النوم ليكون ذلك الإنسان بحالة النوم مكون من جسد وروح فقط بلا نفس تحاكى حياتها، وأيضا الشهداء يكونوا ما بين الحياة الدنيا والموت،فهم أحياء عند ربهم يرزقون بلا جسد بمجموع الحياة وهو الحيوان، ومن الأشكال الأخرى لما بين الموت والحياة الأنبياء والرسل والصديقين، وجميع تلك الصور على درجة عالية جدا عن معظم البشر وعنى،أما عن ما أكرهه فيما دونهما فهو المجرمين من البشر والسافحين للأفضلية الإنسانية المكرمة من الخالق سبحانه وتعالى بعقل الفؤاد وبما يوقر به من صفات العقل النورانية للسلم للخالق العظيم وذلك بطرق كثيرة فبدلا من أمداد نور تلك الصفات من القلب لسائر الجسد والنفس والروح أى لسائر حياة إلانسان يصبح أو يكون الأجرام صورة وشكل القاتل قاسى القلب أقرب للوت من الحياة،كذلك يكونوا ممارسيين الأباحية رخاص النفوس المتدنيين لأسفل درجات البهمية، والذين جعلوا من أرقى وأشرف صفات القلب العقلانية النورانية من الحب والود والحنان والتراحم والسكينة والمودة ألخ من صفات العقل مسمى للفسق والبغاء والفجور،فتران قلوبهم،وتغلفها الظلمات، ومن هنا فهم يكونوا بصورة خارج الحياة الإنسانية، فقد أجمع العلماء المسلمين بكون تعقل القلب هو القلب الحى، وبفعل المجرمين ذلك عدم تعقل، بل قتل للعقل، ليكونوا بضلالة تزيد عن الجان والحيوان، فهم يتخذوا من النجاسة ومخرجها وسائل للإستمتاع، وقد نظرت ذلك بحسن نية، فتأففت نفسى لهول ما تستحى عن ذكره لكثير مما يضل بالبشرية، ويهدر كرامتها وشرفها، بل قتل لعقولها وذلك من المواقع التى تجعل نفسها وكأنها تقدم خدمات مجانية لكافة المسلمين والبشر، والحقيقة أن الهدف الحقبقى هو الكراهية والحقد والفتنة، فالقائمين بالإشراف على تلك المواقع لم يتذوقوا أدنى نشوة وجد وسعادة لحلاوة الإسلام والآيمان، ويعتقدون إنهم مؤمنين بما تنص عليه رسالات الله المحرفة قبل الذكر الحكيم ثم أخذتهم الرذيلة وتسويفها إلى تلك الدرجة من الأجرام على الإنسان والحياة والخالق العظيم، وذلك جزء من إهتمامى لأهم وأعظم جانب من الوجود الإنسانى، أن أستطيع أن أشد الغارقين بإستعباد شهوة أجسادهم لكامل الحرية والسعادة والخلود، سائلا المولى عز وجل أن لاأجرف معهم، فيقينى بالله سبحانه هو ما يقينى من نجاسة وسوء وفاحشة ذلك المستنقع وأسأله عز وجل أن يقينى مما أجهله ويعده ويحمله شياطين الإنس والجن، وأترك بقية التعريف عنى، لأتحدث عن هواياتى وأفضلها صيانة الأليكترونيات، والتمثيل الدرامى والميلودرامى والكيميودى، والرسم بمختلف أنواعه، وأيضا الموسيقى الشرقية خاصة الناى والعود، كما أنى أستطيع قراءة الوجوه وكأنى أنظر بكتاب مفتوح، أما ما أفضله فهو التداوى بالصدقة ومساعدة كل من بحوج حقيقى للمساعدة، أماعن طباعى فتغلبنى الرومانسية بجميع المشاركات الوجدانية، ويغلبنى الهدوء والعمق بنشوة الوجد حينما أكون وحدى، بينما يرتجف جسدى وتتسع عيناى ويقف شعر رأسى عند الغضب الشديد، ولا ينتشلنى من ذلك اليم العنيف سوى كلمة حب، فالحب هو حياتى، بل الحياة الإنسانية كلها متوجة بالحب، ولما لا وذلك الحب يكون هو تاج العقل، فمن المعروف عند كافة المسلمين أن الإنسان يعقل بقلبه فقد جاء قول الله تعالى بذكره الحكيم بالآية 46 من سورة الحج قوله تعالى أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بهاأو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وقد أجمع العماء المسلمين بكون العقل الإنسانى هو الذى يعقل وقد جاء تفسير الأمام السمرقندى بأن قول الله تعالى بتعقل القلب ليس مجازأ وإنما تأكيد حتمى بذكر جلاله للقلوب التى فى الصدور بحسم تعقل القلب الإنسانى وقد أوضح الأمام محمد الغزالى عليه رحمة الله ان العقل هو أشرف واثمن وأعظم صفة تميز الإنسان، وهوما فضل به الخالق سبحانه وتعالى الإنسان عن جميع من وما خلق، ومما يتبين منه أن العقل هو صفات القلب الأنسانى، وحينما تتوقر بذلك القلب تلك الصفات فإنها تميز لحامله كل حق عن باطله، سواء كان هذا الحق غيبى أو تدركه الجوارح، وذلك لما يختص بتلك الصفة القلبية وما يرتبط بها من صفات قلبية أخرى،كصفة الحب وما يرتبط بها من صفات الود، والحنان، والتسامح، والطهارة، والعفاف، والشرف والسكينة، والحياء، والأطمئنان، والتراحم، وقد ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام بحديث شريف أن حب الله ورسوله شرط أساسى وحيد لدخول المسلم درجة الآيمان، فالعقل الإنسانى هو صفات القلب التى تميز حق كل شيئ، حتى إن كان ذلك الشيئ غير مدرك أمام الجوارح الإنسانية، وأعلى وأسمى درجات التميز العقلى هو تميز وجه الله تعالى وقدرته بما ليس مثله شيئ ودون أن تدركه جميع الجوارح الإنسانية، فلا كلام مع الله ولا رؤيته ولا سمع ولا قياس ولا مثال أو مقارنة لكل ما يتعلق بذات الله تعالى، وأعلى درجات ما لا تدركه الجوارح هو الغيبيات وأعلاها الحقيقة المطلقة للواجد لذلك الكون المهيب وتلك الحياة !!!! هو الله القادر المهيمن، فمن الحقائق العقلية المطلقة رفع الخالق العظيم للسماء الدنيا عن الأرض بلا أعمدة، فالسماء بناء مذهل الإتقان بطبقات مختلفة الكثافات لمواد وعناصر مختلفة، وكل مسلم على وجه الأرض يعقل تلك الحقيقة بينما لا يعقل أن يظل سقف البناء مرفوع بعد إزالة ما بنى تحته من جدران وأعمدة حتى إذا رأى المسلم ذلك بعينيه يتيقن أنه خدعة ولا يعقلها أبداً، فالعقل الإنسانى هو ما فضل وكرم به الخالق العظيم الإنسان عن كثير من مخلوقاته، بل عن جميع المخلوقات التى يعرفها الإنسان بما فيها الملائكة عليهم السلام، وذلك عندما يتغلب العقل على فجور النفس بأهم أوجهها وهو الغريزة وبأهم جوانبها من الفكر وحاجة الجوارح، فقد حجب المولى سبحانه وتعالى عن كل المخلوقات كلتا الحرتين من الإلزام والاختيار، فكانت بمشيئته سبحانه وتعالى كل وجميع المخلوقات سالمة مسلمة بغريزتها لوجهه الكريم ماعدا الجان والإنسان، حيث يسلم الجان لله تعالى برشد التفكيربينما يسلم الإنسان لربه بفكره وعقله بنفس الوقت، وتكون جميع تلك المخلوقات وبما فيها الجسد الإنسانى وأعضائه والنار المخلوق منها الجان سالمين مسلمين بالله تعالى، ويكونوا جميعاً حتى النار بخدمة الإنسان الذى كرمه وفضله الله تعالى عنهم جميعاً بهبة ذلك العقل المميز بين كل حق وما أحله الله وبين كل باطلومل حرمه الله، وذلك العقل أوجده الله عز وجل بكل إنسان حتى الكفرة فبهم عقول ولكنهم لايعقلون بها أويستخدمونها بوجه باطل، كإستخدام الحب أقوى صفات العقل وما يرتبط به من صفات كثيرة بمعنى الجنس والمقصود به أباحة الزنا وكشف العورات وفعل الرذيلة من التمتع بالنجاسة وتدميركل ما يتصل بالعقل الإنسانى، ولايعنى العقل إنه دقة التفكيرونفاذه حيث الفكرغريزة فطرية للسلم بالله بكل مخلوق موجود، ومعنى ذلك ببساطة أن الواجد سبحانه وتعالى أوجد كل شيئ بفطرة مخلوق عليها ليعرف بها خالقه عز وجل ويسلم لذات جلاله، وهذه المعرفة والسلم لوجه الله تختلف بين كل موجود وأخر، فالشمس والقمر والسماوات والارض وكل ما فيهما بهذا الكون المهيب ليس بهم ما يعرفه البشرية بإسم المخ وليس بهم عقل أيضاً، ولكنهم يعرفون خالقهم ويسبحوا لذات جلاله بما لا نفقهه بفطرة موجودة بهم، وتلك الفطرة المسلمة بالله موجودة بكل جسد إنسانى، أما الكائنات التى لها مخ مثل الحيوانات والحشرات والجان فهى تعيش بضلالة كبيرة لعدم وجود عقل بها، فرغم ما وهبها الخالق العظيم لغريزة الفكر وسلمها لذات جلاله بما قدره الله لها، إلا أنه لا أختيارأوحرية لغرائزهم ولا إلزام ولا مقارنة بينهم وبين ما يضفيه هذا العقل للانسانية والحياة بمتعتها من معرفة الله عز وجل، ولجميع معانى حرذلك الإلزام والأختيار أو بمعنى أخر وجد العقل وحرية العمل به، ومن حسن تقدير الرحمن عز وجل أن جعل بكل إنسان أعضاء من جسده الإنسانى سالمة مسلمة بالله تعالى وخاضعة لصبغة الله بداخل كل خلية من جسده بفطرة مسلمة بما قدره الله لجميع أعضاء الجسد بصبغة أسماها اليهود الحمض النووى بالشفرة الوراثية وقد أستطاعوا أن يصنعوا ما أسموه بالفيرس عندما تلاعبوا بصبغة الله لتعديلها وهو يختلف عن ما أخترعوه بمسمى فيرس الكمبيوتر، حيث يعتبر تدخل معلوماتى خطأ وزائد عن بيانات المعالجة، وقد استطاع اليهود من خلال تطرفهم العلمى أختلاق أو صناعة مهلكات ومدمرات وكاسحات ومبيدات وفناء بما تعجزعن وصفها أذهان الجان، ولكنهم لم ولن يستطيعوا ان يصنعوا مصل لما أخترعوه بمسمى الفيرس، وبما بينه الله تعالى بذكره الحكيم، وهم لا ولن يستطيعوا أن يزرعوا عقل، ولا ولن يستطيعوا ان يتحكموا بثلاث عضلات بجسد الإنسان وهى التى تعمل بما قدره الله لهم وهم القلب والمعدة والحجاب الحاجز، وقد أسماهم الكفرة العضلات اللاأرادية، وهم لا ولن يصنعوا روحا أو يعيدوا روحا، وهكذا يعجز الفكر حتى وإن كان هذا الفكر يفوق الشيطان، وتعجزالمادة حتى أذا كانت تلك المادة هى ملك كنوز الدنيا وما فيها من موجودات كلها، حيث يكون الفكر ومها بلغ غريزة قاصرة، بحينما تذوق صفات النور يكون هو سر أكسير سعادة الحياة وحريتها، وقد يتعجب قارئى لقولى تذوق صفات النور، فأوضح أن علماءنا المسلمين بتقنينهم العلمى الفذ لعقل الإنسان بضيائه للقلوب وان العقل نور، وان الفؤاد هو القلب الذى يعقل، لا يدع مجال للعجب، بل كون علماء التفسير يذكرون ان معنى حياً هو عاقلاً بتفسير قول الله تعالى بالاية70من سورة يس (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) فذلك يتعدى القدرات العلمية والعقلية لجميع بشر عصر العولمة فقد جاء بتفسيرأجماع علماء المسمين لتلك الآية الكريمة بذ لك، فبتفسير الطبرى حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو معاوية، عن رجل عن أبي رَوْق عن الضحاك، في قوله (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ) قال: من كان عاقلا .وبتفسير أبن كثير{ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا } أي: لينذر هذا القرآن البيّن كلّ حي على وجه الأرض، كقوله: { لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام: 19] ، وقال: { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [هود: 17] . وإنما ينتفع بنذارته من هو حَيّ القلب، مستنير البصيرة، كما قال قتادة: حي القلب، حي البصر. وقال الضحاك: يعني: عاقلا{ وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } أي: هو رحمة للمؤمن، وحجة على الكافر.وبتفسير ابن عاشور والحيّ : مستعار لكامل العقل وصائب الإِدراك ، وهذا تشبيه بليغ ، أي مَن كان مثل الحي في الفهم .والمقصود منه : التعريض بالمُعرِضين عن دلائل القرآن بأنهم كالأموات لا انتفاع لهم بعقولهم كقوله تعالى:{ إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) أنتهى ومما يتبين انه بالعقل تكون الحياة الإنسانية وبلا عقل لامعنى للحياة الإنسانية، كما هى لامعنى لها عند من هم بنوبة جنون أى بحالة زوال العقل أما الإنسان الذى لايعقل فهو كالميت تماما أويكون قرين للشيطان، فرغم أن الكافر من البشر له عقل ولكنه لايعقل به حيث قلبه ميت وران عليه المعاصى والذنوب، وإنى أتعجب بعالم عصر العولمة الغير ناظر لموت قلوب قادة دولة الباطل والمسماة بإسرائيل خاصة بعد موافاة نفس سفاحها الأول شارون لله وترك جسده بقلبه الميت عظة وعبرة،وأيضاً بقيام ذنادقة اليهود بإستخدام أفتك ما صنعوه من أسلحة تدمير لألاف الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة بغزة، فقلوبهم الميتة تهيأ لهم أن تلك الألاف من الشهداء ليسوا أحياء وأنهم بذلك يبنون الحياة لأنفسهم ولن يحدث مقاومة لاحتلالهم، وأنهم يقتلون الحياة من اجل الحياة وهم بعداد الأموات، وإذا تم وقفة عقلية للبشر أمام جريمة اليهود بغزة فسوف يكون به بإذن الله لحظة خلاص البشرية من شرور ولعنة أمة اليهود، ومن حكمة الرب العظيم أن قيمة الانسان عند ذاته سبحانه وتعالى تتوقف على قلبه وما يعقل به وتوقره للصفات النورانية، وقد جاء بالحديث الشريف عن أبو هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ومما لاشك بحقيقته أنه لا يؤخذ للحياة من الميت أدنى شيئ سوى سيرة حياته العطرة، بينما ما يؤخذ من الحى فهو بالكثير الشامل كل حياته وبكل ما بمعنى كلمة حى وما يؤخذ من المرأة من أمومة وحنان وعفة وحياء وشرف وفضيلةومودة لايقارن أطلاقا بما يؤخذ بما أسموه الكفرة ممارسة الحب حتى أذاكان مايؤخذ من المرأة مجرد إضفاء نسمة وجد، أولمسة حنان أوطلعة إشراق لصاحبات القلوب الحية، وبما أوضح الله ورسوله والعلماء المسلمين بكونها بتعقل القلب، فالقلب الذى لايعقل يكون قاسى كالحجارة واشد قسوة وهو قلب ميت من جميع معانى الحياة الإنسانية، وما نالته البشرية ويؤخذ من اليهود من موت ودمار وفناء على مدى دهور الزمن دلالة لذلك الاعجاز القرآنى، وما تبثه مواقع ممارسة الحب بمسمى الكفار لدليل وقرينة للسفح السافر لعقول البشر،وللحب الإنسانى، والحياة الإنسانية كلها.
--------------------------------------------------------------------------------
←
التقيم RSS
تعليقات
الثلاثاء، 19 يناير 2010
كيف يفكر الإنسان : ـ بند 2
مشاركة
تناولت ببداية مدونتى وبالبند 1 على وجه التحديد تصورى للمعرفة الإنسانية، كمدخل للفكر الإنسانى وبالحقيقة أنه لم تجرى دراسات علمية مباشرة عن الفكر والتفكر والتفكير بإلإنسان، فمن الأشياء الغريبة والعجيبة بذلك العالم المتعولم، أنه وحتى القرن الواحد والعشرون ميلادياً والكفرة بالخالق العظيم لايعرفون ما هو العقل الإنسانى ولا يستخدمونه بل يعتقدون أن ما يناقض ويضاد العقل الإنسانى لما يكون من الإفراط الفكرى وأبداع الذهن البشرى من أجل المصلحة والمنفعة لحامله هوالعقل، وما يتضح وينضب بعار تخلف الكفرة بالله وعدم تعقلهم إعتقادهم بأن تاج صفات العقل بالقلوب المسلمة لخالقها العظيم وهو الحب عبارة عن الجنس، وفى ذلك ضلالة تعدت ضلالات الجان والبهائم، كما إنه من الغرائب التى لا يقبلها عقل المسلم أو أى منطق إنسانى إعتقادهم أن دقيقة الصباح الأولى تبدأ بمنتصف الليل تماما، وحينما تدمس الظلمة النصف الغربى من الأرض البيضاوية، بينما والشمس بقلب السماء وحينما تكون الساعة الثانية عشرة ظهراً وبأزهى منتصف ضياء النصف الأخر شرقا وبمكة تحديداً، يبدأ المساء أوالليل، بينما بالذكر الحكيم والذى أنزله الخالق العظيم للسماء الدنيا بالقرن السابع الميلادى قد بين لنا الخالق العظيم وبقوله الكريم كل ذلك، بالأضافة لعلوم كونية يقنية لأوقات اليوم وبما يتناسب مع كل نشاط وراحة وجميع جوانب الحياة لكل مخلوق، وقبل أن ألخص مفهومى لعملية التفكير، أوضح الأختلاف البين بين الفكر المجرد والتفكير والتفكر، فالتفكرهوالتفكيرالخاضع للعقل، ولذلك فلا تفكر للجان لأنه بلا عقل وبما سوف أوضحه بأدلة كثيرة من الذكر الحكيم بثبوت ذلك بمقال أخر من مدونتى بمشيئة الله، حيث العقل هو صفات القلب الإنسانى التى تميز لحاملها الفرق بين كل حق وباطل يختص بتلك الصفة، كالحب والخشوع والتقوى والخوف من الله والتراحم والود والحنان وكل الصفات التى تخلو منها قلوب الشياطين وكما تبين لنا من تفسير العلماء المسلمين لكلمة القاسطون من الجان أنهم هم من ينقبوا عن العدل منهم بلا وجود للعقل بهم فيكون قائم على فكرهم الباطل، حيث التفكير يكون بالجان والإنسان من بين كل المخلوقات التى على الأرض وإن كان تفكير صائب وسليم صار رشدا ًوإن كان تفكير خائب ومهترك صار باطل وضلالة، وإن كان ذلك التفكير يصل للقلب يكون تفقه، كما يكون ما يصل من التصور للقلب بصيرة، وكما يكون أدراك الأمور بكافة الجوارح ليصل للقلب تدبر، بينما وصول الحقيقة اليقنية المطلقة للقلب يكون يقين، أما الفكر المجرد وليس التفكير ولا التفكر فيكون غريزة، وموجود بكل مخلوق ليدرك به خالقه، فالنار والشمس والقمر والشجر وما من شيئ إلا ويسجد لله رب العالمين، ولا نفقه كيف يتم ذلك، ولم يحاول البشر معرفة كيف تسبح جميع تلك المخلوقات لله عز وجل، بل لم يتم تحقيق أدنى حد من الأهداف السامية للحياة الإنسانيةن وهى تصبو بهدف عبادة الله الواحد الحق، أما عن التفكير عند الإنسان فينتج بعد أندفاع كميات من الدم بها نسبة عالية من السكريات الى المخ، وتحترق منتجة طاقة تعمل على حث أفراز هرمون سمى كورنيكوإسترويدز، وهو المتسبب الأول بعمليات التفكير والأبداع بالإنسان، ويفرز هذا الهرمون بشكل طبيعى باللحظات الأولى من الصباح الباكر وبتعبير أدق وقت الفجرتماما، ثم يتناقص تدريجيا حتى وقت الظهر ليقتصر فرزه نتيجة المؤثرات الحسية والغريزية، ليقل هذا الأفراز نتيجة الغذاء أوالعامل المحفز تدريجيا حتى يتوقف تماما وقت العصر، ومن المذهل أن يكون عمل الإنسان باللحظات الأولى من (صباح المسلمين)، وهو وقت الفجروليس بمنتصف الليل كما بتوقيت الكفرة بربهم العظيم، له عظيم الأجر والثواب عند الله عز وجل، وقد أقسم الخالق العظيم بهذا الوقت مع الليالى العشر من شهرذو الحجة لما بهما من ثواب وفضل من الله لكل عبادة وعمل الخير فيهما، ويقول الله سبحانه وتعالى بالآيتين1،2من سورة الفجر(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) ويقول تعالى (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة . قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : تامة ، تامة ، تامة ) وإذا كان هذا الثواب مدخراً للأخرى فللفكر المتعقل فعل عظيم للتكيف البنائى الداخلى بالجسد الإنسانى، فأساس السلم لله وعبادته لا يعود على الله بشئ بل به المنفعة والخير للنفس المسلمة ويدخره الله ليثيبه على ذلك الفعل بالآخرة، وقد أسهبت بجميع بحوثى عن الصيام كيف إنه يعد من أهم وأعظم ما يكون من الفعل الخارجى خارج الكيان الإنسانى المؤثرعلى جميع أعمال أجهزته وإدائها بمثالية قياسية وفريدة، ليكون بها الصائم بحالة تفكر دائم بملكوت الله، ذلك وما أسهبت به أيضا من تملك الصائم لأعلى درجات الحرية الإنسانية بكفاء نفسه وجسده لكل جوارحه وروحه عن أى حاجة وجعل صفات القلب النورانية من صبر وتراحم وطهارة وعفاف وخشوع وتوبة وزهد وقناعة وتواضع وود وحنان ..... ألخ سلوك نورانى للصائم بممارسته لتلك الحرية، ولايسعنى بذلك الموقع من أطلالاتى على منافذ النور، وأطياف رياح عبق طيب رواح تهل علينا بمواقع إسلامية تنير القلوب بوجه ظلمات ألاف المواقع المشينة للأفضلية الإنسانية سوى أن ألجأ ألى الله بما دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام بعد نزول الآيات(190ـ200) من سورة أل عمران(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) وأدعوه سبحانه وتعالى (اللهم أجعل فى قلبى نورا وفى سمعى نورا وفى بصرى نورا وعن يمينى نورا وعن شمالى نورا ومن بين يدى نورا ومن خلفى نورا ومن فوقى نورا ومن تحتى نورا وأعظم لى نورا يوم االقيامة) ويسعدنى أن أضم لمقالى ما بينه العلماء المسلمين بتقنية علمية فذة وباهرة لكينونة الفكر عند تفسيرهم للآية 13 من سورة الأسراء (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا) فبتلك الآية الكريمة يتبين لنا أن كل ما يصدر من الإنسان ملزم به ويحاسب عليه يوم القيامة بكتاب به كل صغيرة وكبيرة فعلها بما ألزم به من أروع وأرقى وأعظم حرية يمتلكها وهى حرية القول والفكر والتعقل والحركة، وجميعهم متطايرات تخرج من الإنسان بناء على ما توصل أليه العلماء من تقنين علمى صحيح لهم، فالقول يخرج وينتقل من الإنسان كموجات كهروساتيكية عبر الأثير، ولكل إنسان مطلق الحرية بإذن الله فيما يقوله وتلك الحرية لاتتعارض مع أرادة الله حيث قدر الله الأجل المسمى لكل إنسان فإذا شاء الله أن تستمر حياة الإنسان لبعد ذلك القول لقال ذلك الإنسان كل ما يريده بأكمل وأروع وأعظم حرية والفكر طاقة متطايرة نتيجة حرق سكر بالمخ، ولكل إنسان بإذن الله مطلق فكره بلا حدود، والتعقل هو الممارسة النورانية للصفات النورانية للقلب المسلم بالله الحق، وجميعنا يعرف سرعة النور وتطايرها، أما عن الحركة فهى نتيجة لعمليات مختلفة بالجسد الإنسانى كلها متطايرات، كدورة العضلات (حمض الأسيتيك) ٌلإنتاج الطاقة والعرق أو دورة الأمونيا وأخراج البول أو عمل الجهاز العصبى، وقد يكون التلخيص ببحور تلك العلوم لايعطى النتيجة الكاملة لمرام ما أصبو، أوقد نبعد عند التعمق بها عن مرام ما أصبو إليه لأنوارتلك الآية الكريمة من أعجازعلمى، لأنسخ بأمانة تفسير الأمام الحافظ أبن كثير لتلك الآية الكريمة : يقول تعالى بعد ذكر الزمان وذكر ما يقع فيه من أعمال بني آدم : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } وطائره هو ما طار عنه من عمله كما قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما من خير وشر ويلزم به ويجازى عليه { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } وقال تعالى : { عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }وقال :{وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون} وقال :{إنما تجزون ما كنتم تعملون } وقال { من يعمل سوءا يجز به } الاية والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه قليله وكثيره ويكتب عليه ليلا ونهارا صباحا ومساء، أنتهى لنلاحظ التقنية العلمية الباهرة بتفسير ذلك لعالم الجليل للحرية السامية التىوهبها الرحمن لكل إنسان بالحياة الدنيا بجناحيها من حرية الإلزام وحرية الأختيار، فقذ كتب ذلك العالم الجليل بموضع أخر ( قال معمر وتلا الحسن البصري { عن اليمين وعن الشمال قعيد } يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والاخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا اقرأ كتابك الاية فقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك هذا من أحسن كلام الحسن رحمه الله) أنتهى وإلى لقاء بمشيئة الله تعالى مع البند 3 من التفكير الإنسانى .
تناولت ببداية مدونتى وبالبند 1 على وجه التحديد تصورى للمعرفة الإنسانية، كمدخل للفكر الإنسانى وبالحقيقة أنه لم تجرى دراسات علمية مباشرة عن الفكر والتفكر والتفكير بإلإنسان، فمن الأشياء الغريبة والعجيبة بذلك العالم المتعولم، أنه وحتى القرن الواحد والعشرون ميلادياً والكفرة بالخالق العظيم لايعرفون ما هو العقل الإنسانى ولا يستخدمونه بل يعتقدون أن ما يناقض ويضاد العقل الإنسانى لما يكون من الإفراط الفكرى وأبداع الذهن البشرى من أجل المصلحة والمنفعة لحامله هوالعقل، وما يتضح وينضب بعار تخلف الكفرة بالله وعدم تعقلهم إعتقادهم بأن تاج صفات العقل بالقلوب المسلمة لخالقها العظيم وهو الحب عبارة عن الجنس، وفى ذلك ضلالة تعدت ضلالات الجان والبهائم، كما إنه من الغرائب التى لا يقبلها عقل المسلم أو أى منطق إنسانى إعتقادهم أن دقيقة الصباح الأولى تبدأ بمنتصف الليل تماما، وحينما تدمس الظلمة النصف الغربى من الأرض البيضاوية، بينما والشمس بقلب السماء وحينما تكون الساعة الثانية عشرة ظهراً وبأزهى منتصف ضياء النصف الأخر شرقا وبمكة تحديداً، يبدأ المساء أوالليل، بينما بالذكر الحكيم والذى أنزله الخالق العظيم للسماء الدنيا بالقرن السابع الميلادى قد بين لنا الخالق العظيم وبقوله الكريم كل ذلك، بالأضافة لعلوم كونية يقنية لأوقات اليوم وبما يتناسب مع كل نشاط وراحة وجميع جوانب الحياة لكل مخلوق، وقبل أن ألخص مفهومى لعملية التفكير، أوضح الأختلاف البين بين الفكر المجرد والتفكير والتفكر، فالتفكرهوالتفكيرالخاضع للعقل، ولذلك فلا تفكر للجان لأنه بلا عقل وبما سوف أوضحه بأدلة كثيرة من الذكر الحكيم بثبوت ذلك بمقال أخر من مدونتى بمشيئة الله، حيث العقل هو صفات القلب الإنسانى التى تميز لحاملها الفرق بين كل حق وباطل يختص بتلك الصفة، كالحب والخشوع والتقوى والخوف من الله والتراحم والود والحنان وكل الصفات التى تخلو منها قلوب الشياطين وكما تبين لنا من تفسير العلماء المسلمين لكلمة القاسطون من الجان أنهم هم من ينقبوا عن العدل منهم بلا وجود للعقل بهم فيكون قائم على فكرهم الباطل، حيث التفكير يكون بالجان والإنسان من بين كل المخلوقات التى على الأرض وإن كان تفكير صائب وسليم صار رشدا ًوإن كان تفكير خائب ومهترك صار باطل وضلالة، وإن كان ذلك التفكير يصل للقلب يكون تفقه، كما يكون ما يصل من التصور للقلب بصيرة، وكما يكون أدراك الأمور بكافة الجوارح ليصل للقلب تدبر، بينما وصول الحقيقة اليقنية المطلقة للقلب يكون يقين، أما الفكر المجرد وليس التفكير ولا التفكر فيكون غريزة، وموجود بكل مخلوق ليدرك به خالقه، فالنار والشمس والقمر والشجر وما من شيئ إلا ويسجد لله رب العالمين، ولا نفقه كيف يتم ذلك، ولم يحاول البشر معرفة كيف تسبح جميع تلك المخلوقات لله عز وجل، بل لم يتم تحقيق أدنى حد من الأهداف السامية للحياة الإنسانيةن وهى تصبو بهدف عبادة الله الواحد الحق، أما عن التفكير عند الإنسان فينتج بعد أندفاع كميات من الدم بها نسبة عالية من السكريات الى المخ، وتحترق منتجة طاقة تعمل على حث أفراز هرمون سمى كورنيكوإسترويدز، وهو المتسبب الأول بعمليات التفكير والأبداع بالإنسان، ويفرز هذا الهرمون بشكل طبيعى باللحظات الأولى من الصباح الباكر وبتعبير أدق وقت الفجرتماما، ثم يتناقص تدريجيا حتى وقت الظهر ليقتصر فرزه نتيجة المؤثرات الحسية والغريزية، ليقل هذا الأفراز نتيجة الغذاء أوالعامل المحفز تدريجيا حتى يتوقف تماما وقت العصر، ومن المذهل أن يكون عمل الإنسان باللحظات الأولى من (صباح المسلمين)، وهو وقت الفجروليس بمنتصف الليل كما بتوقيت الكفرة بربهم العظيم، له عظيم الأجر والثواب عند الله عز وجل، وقد أقسم الخالق العظيم بهذا الوقت مع الليالى العشر من شهرذو الحجة لما بهما من ثواب وفضل من الله لكل عبادة وعمل الخير فيهما، ويقول الله سبحانه وتعالى بالآيتين1،2من سورة الفجر(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) ويقول تعالى (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة . قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : تامة ، تامة ، تامة ) وإذا كان هذا الثواب مدخراً للأخرى فللفكر المتعقل فعل عظيم للتكيف البنائى الداخلى بالجسد الإنسانى، فأساس السلم لله وعبادته لا يعود على الله بشئ بل به المنفعة والخير للنفس المسلمة ويدخره الله ليثيبه على ذلك الفعل بالآخرة، وقد أسهبت بجميع بحوثى عن الصيام كيف إنه يعد من أهم وأعظم ما يكون من الفعل الخارجى خارج الكيان الإنسانى المؤثرعلى جميع أعمال أجهزته وإدائها بمثالية قياسية وفريدة، ليكون بها الصائم بحالة تفكر دائم بملكوت الله، ذلك وما أسهبت به أيضا من تملك الصائم لأعلى درجات الحرية الإنسانية بكفاء نفسه وجسده لكل جوارحه وروحه عن أى حاجة وجعل صفات القلب النورانية من صبر وتراحم وطهارة وعفاف وخشوع وتوبة وزهد وقناعة وتواضع وود وحنان ..... ألخ سلوك نورانى للصائم بممارسته لتلك الحرية، ولايسعنى بذلك الموقع من أطلالاتى على منافذ النور، وأطياف رياح عبق طيب رواح تهل علينا بمواقع إسلامية تنير القلوب بوجه ظلمات ألاف المواقع المشينة للأفضلية الإنسانية سوى أن ألجأ ألى الله بما دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام بعد نزول الآيات(190ـ200) من سورة أل عمران(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) وأدعوه سبحانه وتعالى (اللهم أجعل فى قلبى نورا وفى سمعى نورا وفى بصرى نورا وعن يمينى نورا وعن شمالى نورا ومن بين يدى نورا ومن خلفى نورا ومن فوقى نورا ومن تحتى نورا وأعظم لى نورا يوم االقيامة) ويسعدنى أن أضم لمقالى ما بينه العلماء المسلمين بتقنية علمية فذة وباهرة لكينونة الفكر عند تفسيرهم للآية 13 من سورة الأسراء (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا) فبتلك الآية الكريمة يتبين لنا أن كل ما يصدر من الإنسان ملزم به ويحاسب عليه يوم القيامة بكتاب به كل صغيرة وكبيرة فعلها بما ألزم به من أروع وأرقى وأعظم حرية يمتلكها وهى حرية القول والفكر والتعقل والحركة، وجميعهم متطايرات تخرج من الإنسان بناء على ما توصل أليه العلماء من تقنين علمى صحيح لهم، فالقول يخرج وينتقل من الإنسان كموجات كهروساتيكية عبر الأثير، ولكل إنسان مطلق الحرية بإذن الله فيما يقوله وتلك الحرية لاتتعارض مع أرادة الله حيث قدر الله الأجل المسمى لكل إنسان فإذا شاء الله أن تستمر حياة الإنسان لبعد ذلك القول لقال ذلك الإنسان كل ما يريده بأكمل وأروع وأعظم حرية والفكر طاقة متطايرة نتيجة حرق سكر بالمخ، ولكل إنسان بإذن الله مطلق فكره بلا حدود، والتعقل هو الممارسة النورانية للصفات النورانية للقلب المسلم بالله الحق، وجميعنا يعرف سرعة النور وتطايرها، أما عن الحركة فهى نتيجة لعمليات مختلفة بالجسد الإنسانى كلها متطايرات، كدورة العضلات (حمض الأسيتيك) ٌلإنتاج الطاقة والعرق أو دورة الأمونيا وأخراج البول أو عمل الجهاز العصبى، وقد يكون التلخيص ببحور تلك العلوم لايعطى النتيجة الكاملة لمرام ما أصبو، أوقد نبعد عند التعمق بها عن مرام ما أصبو إليه لأنوارتلك الآية الكريمة من أعجازعلمى، لأنسخ بأمانة تفسير الأمام الحافظ أبن كثير لتلك الآية الكريمة : يقول تعالى بعد ذكر الزمان وذكر ما يقع فيه من أعمال بني آدم : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } وطائره هو ما طار عنه من عمله كما قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما من خير وشر ويلزم به ويجازى عليه { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } وقال تعالى : { عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }وقال :{وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون} وقال :{إنما تجزون ما كنتم تعملون } وقال { من يعمل سوءا يجز به } الاية والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه قليله وكثيره ويكتب عليه ليلا ونهارا صباحا ومساء، أنتهى لنلاحظ التقنية العلمية الباهرة بتفسير ذلك لعالم الجليل للحرية السامية التىوهبها الرحمن لكل إنسان بالحياة الدنيا بجناحيها من حرية الإلزام وحرية الأختيار، فقذ كتب ذلك العالم الجليل بموضع أخر ( قال معمر وتلا الحسن البصري { عن اليمين وعن الشمال قعيد } يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والاخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا اقرأ كتابك الاية فقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك هذا من أحسن كلام الحسن رحمه الله) أنتهى وإلى لقاء بمشيئة الله تعالى مع البند 3 من التفكير الإنسانى .
الأربعاء، 30 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)