الثلاثاء، 19 يناير 2010

كيف يفكر الإنسان : ـ بند 2

مشاركة
تناولت ببداية مدونتى وبالبند 1 على وجه التحديد تصورى للمعرفة الإنسانية، كمدخل للفكر الإنسانى وبالحقيقة أنه لم تجرى دراسات علمية مباشرة عن الفكر والتفكر والتفكير بإلإنسان، فمن الأشياء الغريبة والعجيبة بذلك العالم المتعولم، أنه وحتى القرن الواحد والعشرون ميلادياً والكفرة بالخالق العظيم لايعرفون ما هو العقل الإنسانى ولا يستخدمونه بل يعتقدون أن ما يناقض ويضاد العقل الإنسانى لما يكون من الإفراط الفكرى وأبداع الذهن البشرى من أجل المصلحة والمنفعة لحامله هوالعقل، وما يتضح وينضب بعار تخلف الكفرة بالله وعدم تعقلهم إعتقادهم بأن تاج صفات العقل بالقلوب المسلمة لخالقها العظيم وهو الحب عبارة عن الجنس، وفى ذلك ضلالة تعدت ضلالات الجان والبهائم، كما إنه من الغرائب التى لا يقبلها عقل المسلم أو أى منطق إنسانى إعتقادهم أن دقيقة الصباح الأولى تبدأ بمنتصف الليل تماما، وحينما تدمس الظلمة النصف الغربى من الأرض البيضاوية، بينما والشمس بقلب السماء وحينما تكون الساعة الثانية عشرة ظهراً وبأزهى منتصف ضياء النصف الأخر شرقا وبمكة تحديداً، يبدأ المساء أوالليل، بينما بالذكر الحكيم والذى أنزله الخالق العظيم للسماء الدنيا بالقرن السابع الميلادى قد بين لنا الخالق العظيم وبقوله الكريم كل ذلك، بالأضافة لعلوم كونية يقنية لأوقات اليوم وبما يتناسب مع كل نشاط وراحة وجميع جوانب الحياة لكل مخلوق، وقبل أن ألخص مفهومى لعملية التفكير، أوضح الأختلاف البين بين الفكر المجرد والتفكير والتفكر، فالتفكرهوالتفكيرالخاضع للعقل، ولذلك فلا تفكر للجان لأنه بلا عقل وبما سوف أوضحه بأدلة كثيرة من الذكر الحكيم بثبوت ذلك بمقال أخر من مدونتى بمشيئة الله، حيث العقل هو صفات القلب الإنسانى التى تميز لحاملها الفرق بين كل حق وباطل يختص بتلك الصفة، كالحب والخشوع والتقوى والخوف من الله والتراحم والود والحنان وكل الصفات التى تخلو منها قلوب الشياطين وكما تبين لنا من تفسير العلماء المسلمين لكلمة القاسطون من الجان أنهم هم من ينقبوا عن العدل منهم بلا وجود للعقل بهم فيكون قائم على فكرهم الباطل، حيث التفكير يكون بالجان والإنسان من بين كل المخلوقات التى على الأرض وإن كان تفكير صائب وسليم صار رشدا ًوإن كان تفكير خائب ومهترك صار باطل وضلالة، وإن كان ذلك التفكير يصل للقلب يكون تفقه، كما يكون ما يصل من التصور للقلب بصيرة، وكما يكون أدراك الأمور بكافة الجوارح ليصل للقلب تدبر، بينما وصول الحقيقة اليقنية المطلقة للقلب يكون يقين، أما الفكر المجرد وليس التفكير ولا التفكر فيكون غريزة، وموجود بكل مخلوق ليدرك به خالقه، فالنار والشمس والقمر والشجر وما من شيئ إلا ويسجد لله رب العالمين، ولا نفقه كيف يتم ذلك، ولم يحاول البشر معرفة كيف تسبح جميع تلك المخلوقات لله عز وجل، بل لم يتم تحقيق أدنى حد من الأهداف السامية للحياة الإنسانيةن وهى تصبو بهدف عبادة الله الواحد الحق، أما عن التفكير عند الإنسان فينتج بعد أندفاع كميات من الدم بها نسبة عالية من السكريات الى المخ، وتحترق منتجة طاقة تعمل على حث أفراز هرمون سمى كورنيكوإسترويدز، وهو المتسبب الأول بعمليات التفكير والأبداع بالإنسان، ويفرز هذا الهرمون بشكل طبيعى باللحظات الأولى من الصباح الباكر وبتعبير أدق وقت الفجرتماما، ثم يتناقص تدريجيا حتى وقت الظهر ليقتصر فرزه نتيجة المؤثرات الحسية والغريزية، ليقل هذا الأفراز نتيجة الغذاء أوالعامل المحفز تدريجيا حتى يتوقف تماما وقت العصر، ومن المذهل أن يكون عمل الإنسان باللحظات الأولى من (صباح المسلمين)، وهو وقت الفجروليس بمنتصف الليل كما بتوقيت الكفرة بربهم العظيم، له عظيم الأجر والثواب عند الله عز وجل، وقد أقسم الخالق العظيم بهذا الوقت مع الليالى العشر من شهرذو الحجة لما بهما من ثواب وفضل من الله لكل عبادة وعمل الخير فيهما، ويقول الله سبحانه وتعالى بالآيتين1،2من سورة الفجر(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) ويقول تعالى (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة . قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : تامة ، تامة ، تامة ) وإذا كان هذا الثواب مدخراً للأخرى فللفكر المتعقل فعل عظيم للتكيف البنائى الداخلى بالجسد الإنسانى، فأساس السلم لله وعبادته لا يعود على الله بشئ بل به المنفعة والخير للنفس المسلمة ويدخره الله ليثيبه على ذلك الفعل بالآخرة، وقد أسهبت بجميع بحوثى عن الصيام كيف إنه يعد من أهم وأعظم ما يكون من الفعل الخارجى خارج الكيان الإنسانى المؤثرعلى جميع أعمال أجهزته وإدائها بمثالية قياسية وفريدة، ليكون بها الصائم بحالة تفكر دائم بملكوت الله، ذلك وما أسهبت به أيضا من تملك الصائم لأعلى درجات الحرية الإنسانية بكفاء نفسه وجسده لكل جوارحه وروحه عن أى حاجة وجعل صفات القلب النورانية من صبر وتراحم وطهارة وعفاف وخشوع وتوبة وزهد وقناعة وتواضع وود وحنان ..... ألخ سلوك نورانى للصائم بممارسته لتلك الحرية، ولايسعنى بذلك الموقع من أطلالاتى على منافذ النور، وأطياف رياح عبق طيب رواح تهل علينا بمواقع إسلامية تنير القلوب بوجه ظلمات ألاف المواقع المشينة للأفضلية الإنسانية سوى أن ألجأ ألى الله بما دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام بعد نزول الآيات(190ـ200) من سورة أل عمران(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) وأدعوه سبحانه وتعالى (اللهم أجعل فى قلبى نورا وفى سمعى نورا وفى بصرى نورا وعن يمينى نورا وعن شمالى نورا ومن بين يدى نورا ومن خلفى نورا ومن فوقى نورا ومن تحتى نورا وأعظم لى نورا يوم االقيامة) ويسعدنى أن أضم لمقالى ما بينه العلماء المسلمين بتقنية علمية فذة وباهرة لكينونة الفكر عند تفسيرهم للآية 13 من سورة الأسراء (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا) فبتلك الآية الكريمة يتبين لنا أن كل ما يصدر من الإنسان ملزم به ويحاسب عليه يوم القيامة بكتاب به كل صغيرة وكبيرة فعلها بما ألزم به من أروع وأرقى وأعظم حرية يمتلكها وهى حرية القول والفكر والتعقل والحركة، وجميعهم متطايرات تخرج من الإنسان بناء على ما توصل أليه العلماء من تقنين علمى صحيح لهم، فالقول يخرج وينتقل من الإنسان كموجات كهروساتيكية عبر الأثير، ولكل إنسان مطلق الحرية بإذن الله فيما يقوله وتلك الحرية لاتتعارض مع أرادة الله حيث قدر الله الأجل المسمى لكل إنسان فإذا شاء الله أن تستمر حياة الإنسان لبعد ذلك القول لقال ذلك الإنسان كل ما يريده بأكمل وأروع وأعظم حرية والفكر طاقة متطايرة نتيجة حرق سكر بالمخ، ولكل إنسان بإذن الله مطلق فكره بلا حدود، والتعقل هو الممارسة النورانية للصفات النورانية للقلب المسلم بالله الحق، وجميعنا يعرف سرعة النور وتطايرها، أما عن الحركة فهى نتيجة لعمليات مختلفة بالجسد الإنسانى كلها متطايرات، كدورة العضلات (حمض الأسيتيك) ٌلإنتاج الطاقة والعرق أو دورة الأمونيا وأخراج البول أو عمل الجهاز العصبى، وقد يكون التلخيص ببحور تلك العلوم لايعطى النتيجة الكاملة لمرام ما أصبو، أوقد نبعد عند التعمق بها عن مرام ما أصبو إليه لأنوارتلك الآية الكريمة من أعجازعلمى، لأنسخ بأمانة تفسير الأمام الحافظ أبن كثير لتلك الآية الكريمة : يقول تعالى بعد ذكر الزمان وذكر ما يقع فيه من أعمال بني آدم : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } وطائره هو ما طار عنه من عمله كما قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما من خير وشر ويلزم به ويجازى عليه { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } وقال تعالى : { عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }وقال :{وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون} وقال :{إنما تجزون ما كنتم تعملون } وقال { من يعمل سوءا يجز به } الاية والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه قليله وكثيره ويكتب عليه ليلا ونهارا صباحا ومساء، أنتهى لنلاحظ التقنية العلمية الباهرة بتفسير ذلك لعالم الجليل للحرية السامية التىوهبها الرحمن لكل إنسان بالحياة الدنيا بجناحيها من حرية الإلزام وحرية الأختيار، فقذ كتب ذلك العالم الجليل بموضع أخر ( قال معمر وتلا الحسن البصري { عن اليمين وعن الشمال قعيد } يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والاخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا اقرأ كتابك الاية فقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك هذا من أحسن كلام الحسن رحمه الله) أنتهى وإلى لقاء بمشيئة الله تعالى مع البند 3 من التفكير الإنسانى .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق