الحب هو حياتى، بل الحياة الإنسانية كلها متوجة بالحب
من المعروف عند كافة المسلمين أن الإنسان يعقل بقلبه فقد جاء قول الله تعالى بذكره الحكيم بالآية 46 من سورة الحج قوله تعالى:( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وقد أجمع العماء المسلمين بكون العقل الإنسانى هو الذى يعقل وقد جاء تفسير الأمام السمرقندى بأن قول الله تعالى بتعقل القلب ليس مجازأ وإنما تأكيد حتمى بذكر جلاله للقلوب التى فى الصدور بحسم تعقل القلب الإنسانى وقد أوضح الأمام محمد الغزالى عليه رحمة الله ان العقل هو أشرف واثمن وأعظم صفة تميز الإنسان، وهوما فضل به الخالق سبحانه وتعالى الإنسان عن جميع من وما خلق، ومما يتبين منه أن العقل هو صفات القلب الأنسانى، وحينما تتوقر بذلك القلب تلك الصفات فإنها تميز لحامله كل حق عن باطله، سواء كان هذا الحق غيبى أو تدركه الجوارح، وذلك لما يختص بتلك الصفة القلبية وما يرتبط بها من صفات قلبية أخرى،كصفة الحب وما يرتبط بها من صفات الود، والحنان، والتسامح، والطهارة، والعفاف، والشرف والسكينة، والحياء، والأطمئنان، والتراحم، وقد ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام بحديث شريف أن حب الله ورسوله شرط أساسى وحيد لدخول المسلم درجة الآيمان، فالعقل الإنسانى هو صفات القلب التى تميز حق كل شيئ، حتى إن كان ذلك الشيئ غير مدرك أمام الجوارح الإنسانية، وأعلى وأسمى درجات التميز العقلى هو تميز وجه الله تعالى وقدرته بما ليس مثله شيئ ودون أن تدركه جميع الجوارح الإنسانية، فلا كلام مع الله ولا رؤيته ولا سمع ولا قياس ولا مثال أو مقارنة لكل ما يتعلق بذات الله تعالى، وأعلى درجات ما لا تدركه الجوارح هو الغيبيات وأعلاها الحقيقة المطلقة للواجد لذلك الكون المهيب وتلك الحياة !!!! هو الله القادر المهيمن، فمن الحقائق العقلية المطلقة رفع الخالق العظيم للسماء الدنيا عن الأرض بلا أعمدة، فالسماء بناء مذهل الإتقان بطبقات مختلفة الكثافات لمواد وعناصر مختلفة، وكل مسلم على وجه الأرض يعقل تلك الحقيقة بينما لا يعقل أن يظل سقف البناء مرفوع بعد إزالة ما بنى تحته من جدران وأعمدة حتى إذا رأى المسلم ذلك بعينيه يتيقن أنه خدعة ولا يعقلها أبداً، فالعقل الإنسانى هو ما فضل وكرم به الخالق العظيم الإنسان عن كثير من مخلوقاته، بل عن جميع المخلوقات التى يعرفها الإنسان بما فيها الملائكة عليهم السلام، وذلك عندما يتغلب العقل على فجور النفس بأهم أوجهها وهو الغريزة وبأهم جوانبها من الفكر وحاجة الجوارح، فقد حجب المولى سبحانه وتعالى عن كل المخلوقات كلتا الحرتين من الإلزام والاختيار، فكانت بمشيئته سبحانه وتعالى كل وجميع المخلوقات سالمة مسلمة بغريزتها لوجهه الكريم ماعدا الجان والإنسان، حيث يسلم الجان لله تعالى برشد التفكيربينما يسلم الإنسان لربه بفكره وعقله بنفس الوقت، وتكون جميع تلك المخلوقات وبما فيها الجسد الإنسانى وأعضائه والنار المخلوق منها الجان سالمين مسلمين بالله تعالى، ويكونوا جميعاً حتى النار بخدمة الإنسان الذى كرمه وفضله الله تعالى عنهم جميعاً بهبة ذلك العقل المميز بين كل حق وباطل، وذلك العقل أوجده الله عز وجل بكل إنسان حتى الكفرة فبهم عقول ولكنهم لايعقلون بها، أويستخدمونها بوجه باطل، كإستخدام الحب أقوى صفات العقل وما يرتبط به من صفات كثيرة بمعنى الجنس والمقصود به أباحة الزنا وكشف العورات وفعل الرذيلة من التمتع بالنجاسة وتدميركل ما يتصل بالعقل الإنسانى، ولايعنى العقل إنه دقة التفكيرونفاذه حيث الفكرغريزة فطرية للسلم بالله بكل مخلوق موجود، ومعنى ذلك ببساطة أن الواجد سبحانه وتعالى أوجدكل شيئ بفطرة مخلوقة ليعرف بها خالقه عز وجل ويسلم لذات جلاله، وهذه المعرفة والسلم لوجه الله تختلف بين كل موجود وأخر، فالشمس والقمر والسماوات والارض وكل ما فيهما بهذا الكون المهيب ليس بهم ما يعرفه البشرية بإسم المخ وليس بهم عقل أيضاً، ولكنهم يعرفون خالقهم ويسبحوا لذات جلاله بما لا نفقهه بفطرة موجودة بهم، وتلك الفطرة المسلمة بالله موجودة بكل جسد إنسانى، أما الكائنات التى لها مخ مثل الحيوانات والحشرات والجان فهى تعيش بضلالة كبيرة لعدم وجود عقل بها، فرغم ما وهبها الخالق العظيم لغريزة الفكر وسلمها لذات جلاله بما قدره الله لها، إلا أنه لا أختيارأوحرية لغرائزهم ولا إلزام ولا مقارنة بينهم وبين ما يضفيه هذا العقل للانسانية والحياة بمتعتها من معرفة الله عز وجل، ولجميع معانى حرذلك الإلزام والأختيار أو بمعنى أخر وجد العقل وحرية العمل به، ومن حسن تقدير الرحمن عز وجل أن جعل بكل إنسان أعضاء من جسده الإنسانى سالمة مسلمة بالله تعالى وخاضعة لصبغة الله بداخل كل خلية من جسده بفطرة مسلمة بما قدره الله لجميع أعضاء الجسد بصبغة أسماها اليهود الحمض النووى بالشفرة الوراثية وقد أستطاعوا أن يصنعوا ما أسموه بالفيرس عندما تلاعبوا بصبغة الله لتعديلها وهو يختلف عن ما أخترعوه بمسمى فيرس الكمبيوتر، حيث يعتبر تدخل معلوماتى خطأ وزائد عن بيانات المعالجة، وقد استطاع اليهود من خلال تطرفهم العلمى أختلاق أو صناعة مهلكات ومدمرات وكاسحات ومبيدات وفناء بما تعجزعن وصفها أذهان الجان، ولكنهم لم ولن يستطيعوا ان يصنعوا مصل لما أخترعوه بمسمى الفيرس، وبما بينه الله تعالى بذكره الحكيم، وهم لا ولن يستطيعوا أن يزرعوا عقل، ولا ولن يستطيعوا ان يتحكموا بثلاث عضلات بجسد الإنسان وهى التى تعمل بما قدره الله لهم وهم القلب والمعدة والحجاب الحاجز، وقد أسماهم الكفرة العضلات اللاأرادية، وهم لا ولن يصنعوا روحا أو يعيدوا روحا، وهكذا يعجز الفكر حتى وإن كان هذا الفكر يفوق الشيطان، وتعجزالمادة حتى أذا كانت تلك المادة هى ملك كنوز الدنيا وما فيها من موجودات كلها، حيث يكون الفكر ومها بلغ غريزة قاصرة، بحينما تذوق صفات النور يكون هو سر أكسير سعادة الحياة وحريتها، وقد يتعجب قارئى لقولى تذوق صفات النور، فأوضح أن علماءنا المسلمين بتقنينهم العلمى الفذ لعقل الإنسان بضيائه للقلوب وان العقل نور، وان الفؤاد هو القلب الذى يعقل، لا يدع مجال للعجب، بل كون علماء التفسير يذكرون ان معنى حياً هو عاقلاً بتفسير قول الله تعالى بالاية70من سورة يس (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) فذلك يتعدى القدرات العلمية والعقلية لجميع بشر عصر العولمة فقد جاء بتفسيرأجماع علماء المسمين لتلك الآية الكريمة بذ لك، فبتفسير الطبرى حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو معاوية، عن رجل عن أبي رَوْق عن الضحاك، في قوله (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ) قال: من كان عاقلا .وبتفسير أبن كثير{ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا } أي: لينذر هذا القرآن البيّن كلّ حي على وجه الأرض، كقوله: { لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام: 19] ، وقال: { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [هود: 17] . وإنما ينتفع بنذارته من هو حَيّ القلب، مستنير البصيرة، كما قال قتادة: حي القلب، حي البصر. وقال الضحاك: يعني: عاقلا{ وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } أي: هو رحمة للمؤمن، وحجة على الكافر.وبتفسير ابن عاشور والحيّ : مستعار لكامل العقل وصائب الإِدراك ، وهذا تشبيه بليغ ، أي مَن كان مثل الحي في الفهم .والمقصود منه : التعريض بالمُعرِضين عن دلائل القرآن بأنهم كالأموات لا انتفاع لهم بعقولهم كقوله تعالى:{ إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) أنتهى ومما يتبين انه بالعقل تكون الحياة الإنسانية وبلا عقل لامعنى للحياة الإنسانية، كما هى لامعنى لها عند من هم بنوبة جنون أى بحالة زوال العقل أما الإنسان الذى لايعقل فهو كالميت تماما أويكون قرين للشيطان، فرغم أن الكافر من البشر له عقل ولكنه لايعقل به حيث قلبه ميت وران عليه المعاصى والذنوب، وإنى أتعجب بعالم عصر العولمة الغير ناظر لموت قلوب قادة دولة الباطل والمسماة بإسرائيل خاصة بعد موافاة نفس سفاحها الأول شارون لله وترك جسده بقلبه الميت عظة وعبرة،وأيضاً بقيام ذنادقة اليهود بإستخدام أفتك ما صنعوه من أسلحة تدمير لألاف الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة بغزة، فقلوبهم الميتة تهيأ لهم أن تلك الألاف من الشهداء ليسوا أحياء وأنهم بذلك يبنون الحياة لأنفسهم ولن يحدث مقاومة لاحتلالهم، وأنهم يقتلون الحياة من اجل الحياة وهم بعداد الأموات، وإذا تم وقفة عقلية للبشر أمام جريمة اليهود بغزة فسوف يكون به بإذن الله لحظة خلاص البشرية من شرور ولعنة أمة اليهود، ومن حكمة الرب العظيم أن قيمة الانسان عند ذاته سبحانه وتعالى تتوقف على قلبه وما يعقل به وتوقره للصفات النورانية، وقد جاء بالحديث الشريف عن أبو هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ومما لاشك بحقيقته أنه لا يؤخذ للحياة من الميت أدنى شيئ سوى سيرة حياته العطرة، بينما ما يؤخذ من الحى فهو بالكثير الشامل كل حياته وبكل ما بمعنى كلمة حى وما يؤخذ من المرأة من أمومة وحنان وعفة وحياء وشرف وفضيلةومودة لايقارن أطلاقا بما يؤخذ بما أسموه الكفرة ممارسة الحب حتى أذاكان مايؤخذ من المرأة مجرد إضفاء نسمة وجد، أولمسة حنان أوطلعة إشراق لصاحبات القلوب الحية، وبما أوضح الله ورسوله والعلماء المسلمين بكونها بتعقل القلب، فالقلب الذى لايعقل يكون قاسى كالحجارة واشد قسوة وهو قلب ميت من جميع معانى الحياة الإنسانية، وما نالته البشرية ويؤخذ من اليهود من موت ودمار وفناء على مدى دهور الزمن دلالة لذلك الاعجاز القرآنى، وما تبثه مواقع ممارسة الحب بمسمى الكفار لدليل وقرينة للسفح السافر لعقول البشر،وللحب الإنسانى، والحياة الإنسانيةكلها.
وإلى لقاء للجزء الثالث من مدونتى
من المعروف عند كافة المسلمين أن الإنسان يعقل بقلبه فقد جاء قول الله تعالى بذكره الحكيم بالآية 46 من سورة الحج قوله تعالى:( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وقد أجمع العماء المسلمين بكون العقل الإنسانى هو الذى يعقل وقد جاء تفسير الأمام السمرقندى بأن قول الله تعالى بتعقل القلب ليس مجازأ وإنما تأكيد حتمى بذكر جلاله للقلوب التى فى الصدور بحسم تعقل القلب الإنسانى وقد أوضح الأمام محمد الغزالى عليه رحمة الله ان العقل هو أشرف واثمن وأعظم صفة تميز الإنسان، وهوما فضل به الخالق سبحانه وتعالى الإنسان عن جميع من وما خلق، ومما يتبين منه أن العقل هو صفات القلب الأنسانى، وحينما تتوقر بذلك القلب تلك الصفات فإنها تميز لحامله كل حق عن باطله، سواء كان هذا الحق غيبى أو تدركه الجوارح، وذلك لما يختص بتلك الصفة القلبية وما يرتبط بها من صفات قلبية أخرى،كصفة الحب وما يرتبط بها من صفات الود، والحنان، والتسامح، والطهارة، والعفاف، والشرف والسكينة، والحياء، والأطمئنان، والتراحم، وقد ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام بحديث شريف أن حب الله ورسوله شرط أساسى وحيد لدخول المسلم درجة الآيمان، فالعقل الإنسانى هو صفات القلب التى تميز حق كل شيئ، حتى إن كان ذلك الشيئ غير مدرك أمام الجوارح الإنسانية، وأعلى وأسمى درجات التميز العقلى هو تميز وجه الله تعالى وقدرته بما ليس مثله شيئ ودون أن تدركه جميع الجوارح الإنسانية، فلا كلام مع الله ولا رؤيته ولا سمع ولا قياس ولا مثال أو مقارنة لكل ما يتعلق بذات الله تعالى، وأعلى درجات ما لا تدركه الجوارح هو الغيبيات وأعلاها الحقيقة المطلقة للواجد لذلك الكون المهيب وتلك الحياة !!!! هو الله القادر المهيمن، فمن الحقائق العقلية المطلقة رفع الخالق العظيم للسماء الدنيا عن الأرض بلا أعمدة، فالسماء بناء مذهل الإتقان بطبقات مختلفة الكثافات لمواد وعناصر مختلفة، وكل مسلم على وجه الأرض يعقل تلك الحقيقة بينما لا يعقل أن يظل سقف البناء مرفوع بعد إزالة ما بنى تحته من جدران وأعمدة حتى إذا رأى المسلم ذلك بعينيه يتيقن أنه خدعة ولا يعقلها أبداً، فالعقل الإنسانى هو ما فضل وكرم به الخالق العظيم الإنسان عن كثير من مخلوقاته، بل عن جميع المخلوقات التى يعرفها الإنسان بما فيها الملائكة عليهم السلام، وذلك عندما يتغلب العقل على فجور النفس بأهم أوجهها وهو الغريزة وبأهم جوانبها من الفكر وحاجة الجوارح، فقد حجب المولى سبحانه وتعالى عن كل المخلوقات كلتا الحرتين من الإلزام والاختيار، فكانت بمشيئته سبحانه وتعالى كل وجميع المخلوقات سالمة مسلمة بغريزتها لوجهه الكريم ماعدا الجان والإنسان، حيث يسلم الجان لله تعالى برشد التفكيربينما يسلم الإنسان لربه بفكره وعقله بنفس الوقت، وتكون جميع تلك المخلوقات وبما فيها الجسد الإنسانى وأعضائه والنار المخلوق منها الجان سالمين مسلمين بالله تعالى، ويكونوا جميعاً حتى النار بخدمة الإنسان الذى كرمه وفضله الله تعالى عنهم جميعاً بهبة ذلك العقل المميز بين كل حق وباطل، وذلك العقل أوجده الله عز وجل بكل إنسان حتى الكفرة فبهم عقول ولكنهم لايعقلون بها، أويستخدمونها بوجه باطل، كإستخدام الحب أقوى صفات العقل وما يرتبط به من صفات كثيرة بمعنى الجنس والمقصود به أباحة الزنا وكشف العورات وفعل الرذيلة من التمتع بالنجاسة وتدميركل ما يتصل بالعقل الإنسانى، ولايعنى العقل إنه دقة التفكيرونفاذه حيث الفكرغريزة فطرية للسلم بالله بكل مخلوق موجود، ومعنى ذلك ببساطة أن الواجد سبحانه وتعالى أوجدكل شيئ بفطرة مخلوقة ليعرف بها خالقه عز وجل ويسلم لذات جلاله، وهذه المعرفة والسلم لوجه الله تختلف بين كل موجود وأخر، فالشمس والقمر والسماوات والارض وكل ما فيهما بهذا الكون المهيب ليس بهم ما يعرفه البشرية بإسم المخ وليس بهم عقل أيضاً، ولكنهم يعرفون خالقهم ويسبحوا لذات جلاله بما لا نفقهه بفطرة موجودة بهم، وتلك الفطرة المسلمة بالله موجودة بكل جسد إنسانى، أما الكائنات التى لها مخ مثل الحيوانات والحشرات والجان فهى تعيش بضلالة كبيرة لعدم وجود عقل بها، فرغم ما وهبها الخالق العظيم لغريزة الفكر وسلمها لذات جلاله بما قدره الله لها، إلا أنه لا أختيارأوحرية لغرائزهم ولا إلزام ولا مقارنة بينهم وبين ما يضفيه هذا العقل للانسانية والحياة بمتعتها من معرفة الله عز وجل، ولجميع معانى حرذلك الإلزام والأختيار أو بمعنى أخر وجد العقل وحرية العمل به، ومن حسن تقدير الرحمن عز وجل أن جعل بكل إنسان أعضاء من جسده الإنسانى سالمة مسلمة بالله تعالى وخاضعة لصبغة الله بداخل كل خلية من جسده بفطرة مسلمة بما قدره الله لجميع أعضاء الجسد بصبغة أسماها اليهود الحمض النووى بالشفرة الوراثية وقد أستطاعوا أن يصنعوا ما أسموه بالفيرس عندما تلاعبوا بصبغة الله لتعديلها وهو يختلف عن ما أخترعوه بمسمى فيرس الكمبيوتر، حيث يعتبر تدخل معلوماتى خطأ وزائد عن بيانات المعالجة، وقد استطاع اليهود من خلال تطرفهم العلمى أختلاق أو صناعة مهلكات ومدمرات وكاسحات ومبيدات وفناء بما تعجزعن وصفها أذهان الجان، ولكنهم لم ولن يستطيعوا ان يصنعوا مصل لما أخترعوه بمسمى الفيرس، وبما بينه الله تعالى بذكره الحكيم، وهم لا ولن يستطيعوا أن يزرعوا عقل، ولا ولن يستطيعوا ان يتحكموا بثلاث عضلات بجسد الإنسان وهى التى تعمل بما قدره الله لهم وهم القلب والمعدة والحجاب الحاجز، وقد أسماهم الكفرة العضلات اللاأرادية، وهم لا ولن يصنعوا روحا أو يعيدوا روحا، وهكذا يعجز الفكر حتى وإن كان هذا الفكر يفوق الشيطان، وتعجزالمادة حتى أذا كانت تلك المادة هى ملك كنوز الدنيا وما فيها من موجودات كلها، حيث يكون الفكر ومها بلغ غريزة قاصرة، بحينما تذوق صفات النور يكون هو سر أكسير سعادة الحياة وحريتها، وقد يتعجب قارئى لقولى تذوق صفات النور، فأوضح أن علماءنا المسلمين بتقنينهم العلمى الفذ لعقل الإنسان بضيائه للقلوب وان العقل نور، وان الفؤاد هو القلب الذى يعقل، لا يدع مجال للعجب، بل كون علماء التفسير يذكرون ان معنى حياً هو عاقلاً بتفسير قول الله تعالى بالاية70من سورة يس (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) فذلك يتعدى القدرات العلمية والعقلية لجميع بشر عصر العولمة فقد جاء بتفسيرأجماع علماء المسمين لتلك الآية الكريمة بذ لك، فبتفسير الطبرى حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو معاوية، عن رجل عن أبي رَوْق عن الضحاك، في قوله (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا ) قال: من كان عاقلا .وبتفسير أبن كثير{ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا } أي: لينذر هذا القرآن البيّن كلّ حي على وجه الأرض، كقوله: { لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام: 19] ، وقال: { وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ } [هود: 17] . وإنما ينتفع بنذارته من هو حَيّ القلب، مستنير البصيرة، كما قال قتادة: حي القلب، حي البصر. وقال الضحاك: يعني: عاقلا{ وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } أي: هو رحمة للمؤمن، وحجة على الكافر.وبتفسير ابن عاشور والحيّ : مستعار لكامل العقل وصائب الإِدراك ، وهذا تشبيه بليغ ، أي مَن كان مثل الحي في الفهم .والمقصود منه : التعريض بالمُعرِضين عن دلائل القرآن بأنهم كالأموات لا انتفاع لهم بعقولهم كقوله تعالى:{ إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) أنتهى ومما يتبين انه بالعقل تكون الحياة الإنسانية وبلا عقل لامعنى للحياة الإنسانية، كما هى لامعنى لها عند من هم بنوبة جنون أى بحالة زوال العقل أما الإنسان الذى لايعقل فهو كالميت تماما أويكون قرين للشيطان، فرغم أن الكافر من البشر له عقل ولكنه لايعقل به حيث قلبه ميت وران عليه المعاصى والذنوب، وإنى أتعجب بعالم عصر العولمة الغير ناظر لموت قلوب قادة دولة الباطل والمسماة بإسرائيل خاصة بعد موافاة نفس سفاحها الأول شارون لله وترك جسده بقلبه الميت عظة وعبرة،وأيضاً بقيام ذنادقة اليهود بإستخدام أفتك ما صنعوه من أسلحة تدمير لألاف الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة بغزة، فقلوبهم الميتة تهيأ لهم أن تلك الألاف من الشهداء ليسوا أحياء وأنهم بذلك يبنون الحياة لأنفسهم ولن يحدث مقاومة لاحتلالهم، وأنهم يقتلون الحياة من اجل الحياة وهم بعداد الأموات، وإذا تم وقفة عقلية للبشر أمام جريمة اليهود بغزة فسوف يكون به بإذن الله لحظة خلاص البشرية من شرور ولعنة أمة اليهود، ومن حكمة الرب العظيم أن قيمة الانسان عند ذاته سبحانه وتعالى تتوقف على قلبه وما يعقل به وتوقره للصفات النورانية، وقد جاء بالحديث الشريف عن أبو هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم. ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ومما لاشك بحقيقته أنه لا يؤخذ للحياة من الميت أدنى شيئ سوى سيرة حياته العطرة، بينما ما يؤخذ من الحى فهو بالكثير الشامل كل حياته وبكل ما بمعنى كلمة حى وما يؤخذ من المرأة من أمومة وحنان وعفة وحياء وشرف وفضيلةومودة لايقارن أطلاقا بما يؤخذ بما أسموه الكفرة ممارسة الحب حتى أذاكان مايؤخذ من المرأة مجرد إضفاء نسمة وجد، أولمسة حنان أوطلعة إشراق لصاحبات القلوب الحية، وبما أوضح الله ورسوله والعلماء المسلمين بكونها بتعقل القلب، فالقلب الذى لايعقل يكون قاسى كالحجارة واشد قسوة وهو قلب ميت من جميع معانى الحياة الإنسانية، وما نالته البشرية ويؤخذ من اليهود من موت ودمار وفناء على مدى دهور الزمن دلالة لذلك الاعجاز القرآنى، وما تبثه مواقع ممارسة الحب بمسمى الكفار لدليل وقرينة للسفح السافر لعقول البشر،وللحب الإنسانى، والحياة الإنسانيةكلها.
وإلى لقاء للجزء الثالث من مدونتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق